الأراضي السلالية..ورش ملكي رائد من أجل واقع اقتصادي واجتماعي جديد بالعالم القروي

الأولى كتب في 21 يوليو، 2020 - 15:29 تابعوا عبر على Aabbir
جلالة الملك
عبّر

عبّر ـ و.م.ع

 

 

تعتبر الأراضي الفلاحية المملوكة للجماعات السلالية أول نظام عقاري في المغرب بمساحة تقدر بـ 15 مليون هكتار، فيما يصل عدد الجماعات السلالية على المستوى الوطني إلى حوالي 4563 جماعة، وعدد أعضائها إلى حوالي 10 ملايين شخص.

 

 

وتشكل الأراضي السلالية رافعة استراتيجية لا محيد عنها للنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية، بالنظر لدورها في الترويج للعرض الاستثماري القادر على خلق الثروة وتوفير مناصب للشغل.

 

 

ووعيا منه بأهمية الأراضي السلالية في تحقيق التنمية بالعالم القروي، ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يؤكد على ضرورة العمل على رفع مختلف العراقيل التي تحول دون التعبئة الكاملة لهذه الأراضي، عن طريق إعادة النظر في إطارها القانوني والمؤسساتي، وتبسيط المساطر لتدبير أنجع لهذا الرصيد العقاري.

 

 

وقد شكل خطابا صاحب الجلالة الملك محمد السادس في افتتاح البرلمان في 2018 ، وبمناسبة الذكرى الـ 66 لثورة الملك والشعب، وكذا الرسالة الملكية السامية إلى المشاركين في المناظرة الوطنية حول ” السياسة العقارية للدولة ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ” في دجنبر 2015 بالصخيرات، نبراسا لصانعي القرار من أجل بلورة مقاربة متجددة تدمج الأراضي السلالية ضمن منظومة متكاملة لتحقيق التنمية الشاملة بالعالم القروي، وهو ما تجلى في استراتيجيتي المغرب الأخضر، والجيل الأخضر 2020 – 2030.

 

 

وفي هذا الصدد، أكد المهدي الريفي، المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية، أن استراتيجية الجيل الاخضر أعطت أهمية كبيرة للأراضي الجماعية، مبرزا أنه، وبتعليمات سامية من جلالة الملك، تمت تعبئة مليون هكتار من هذه الأراضي بغرض خلق فرص الشغل وتحسين أوضاع ذوي الحقوق وولوج الشباب القروي والخواص للاستثمار الفلاحي.

 

 

وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن استراتيجية الجيل الأخضر، التي جاءت لتعزيز مكتسبات المغرب الأخضر، تولي أهمية كذلك للعنصر البشري “، الذي يعد محورا أساسيا لخلق طبقة وسطى فلاحية، وجيل جديد من التنظيمات الفلاحية ومواصلة دينامية تطوير سلاسل الإنتاج الفلاحي وهيكلة الاسواق وذلك من أجل وضع أسس قوية لفلاحة مستدامة “.

 

 

وفي هذا الإطار، يضيف الريفي، جاءت هذه الاستراتيجية بمجموعة من العروض التحفيزية لصالح ذوي الحقوق والشباب بالعالم القروي الذين يرغبون في خلق مقاولات فلاحية من خلال تخصيص دعم مالي لهم، ومواكبتهم في مختلف مراحل المشروع عن طريق تقديم الاستشارة والتكوين.

وأشار إلى تحفيزات أخرى تتعلق بتمكين الشباب وذوي الحقوق من الولوج لنظام الحماية الاجتماعية الخاص بالقطاع الفلاحي، والذي سيصدر نظامه القانوني في الأشهر القليلة القادمة، وكذا ولوج التأمين الفلاحي لمساعدة المستفيدين من تحسين مداخيلهم ووضعيتهم.

 

 

“كما ستتخذ وزارة الفلاحة، بتنسيق مع وزارة الداخلية، بصفتها الوصية الإدارية على الاراضي السلالية، تدابير أفقية تهم مشاريع مياه الري والتهيئة ” يقول السيد الريفي.

 

 

وبالموازاة مع هذه الجهود، شهدت الأراضي الجماعية تحيينا لنظامها القانوني، خاصة من خلال مصادقة البرلمان في يوليوز 2019 على القانون رقم 62.17 المتعلق بالوصاية الإدارية على الجماعات السلالية وتدبير أملاكها، والقانون رقم 63.17 المتعلق بالتحديد الإداري لأراضي الجماعات السلالية، وكذا القانون رقم 64.17 المتعلق بالأراضي الجماعية الواقعة في دوائر الري.

 

 

ومن أهم ما جاء به النظام القانوني الجديد للأراضي الجماعية تمكين المرأة بالانتفاع بأملاك الجماعة تحقيقا لمبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية، وكذا إمكانية تفويت الأراضي الجماعية للفاعلين الاقتصاديين الخواص.

 

 

واعتبر الريفي، في هذا الصدد، أن تحيين الإطار القانوني المنظم للأراضي الجماعية “جاء مكملا لاستراتيجية المغرب الأخضر التي أولت للأراضي السلالية أهمية كبيرة “.

 

 

وأضاف أن هذا التكامل ”سيمكن المغرب من دخول مرحلة جديدة من الاستثمار في الأراضي الفلاحية وتجاوز عدد من المشاكل التي تعيق الاستغلال الأمثل للإمكانات التي تزخر بها الأراضي السلالية وكذا الإشكاليات المتعلقة بتحديد لوائح ذوي الحقوق “.

 

 

ويلقى الاهتمام المتزايد بالأراضي السلالية ترحيبا كبيرا من قبل ذوي الحقوق، الذين يؤكدون على أن الظروف أصبحت مواتية من أجل النهوض بالأراضي الجماعية وتحديث طرق استغلالها، على الرغم من بعض المشاكل التي لا زالت تعيشها هذه الاستغلاليات.

 

 

وتقول ربيعة عسول، نائب الجماعة السلالية ولاد حماد سوق الأربعاء، إنه، وبفضل التوجيهات الملكية السامية، أصبحت الأراضي السلالية تحظى بعناية خاصة مما سيعود بالنفع على الأراضي الجماعية والعالم القروي عموما.

 

 

وشددت على أن الاستثمار يعتبر المدخل المناسب لاستغلال وتثمين الأراضي الجماعية ” شريطة أن يكون المستثمر على دراية بالأمور الفلاحية “.

 

 

بالمقابل، أثارت عسول مجموعة من الصعوبات التي لا زالت تواجه الأراضي السلالية على رأسها ” النقص في الموارد المائية التي تخلق مشاكل بالنسبة للفلاح، وكذا وجود لوبيات استحوذت على العقار لسنين طويلة ولا زالت تضع العراقيل للسلاليين حتى لا يستفيدوا من حقوقهم “.

 

 

ويبقى الهدف المنشود هو تجاوز الأساليب التقليدية في تدبير الأراضي الجماعية في أفق توسيع مجال الاستثمار الفلاحي دعما للتنمية في العالم القروي. فكما قال جلالة الملك محمد السادس في خطاب الذكرى ال66 لثورة الملك والشعب، عند تأكيده على ضرورة استثمار كافة الإمكانات المتوفرة بالعالم القروي، وفي مقدمتها الأراضي الفلاحية السلالية، ” وهنا ينبغي التأكيد على أن جهود الدولة وحدها، لا تكفي لضمان النجاح، لهذه العملية الكبرى. بل لابد من دعمها بمبادرات ومشاريع القطاع الخاص، لإعطاء دينامية قوية للاستثمار الفلاحي، وفي المهن والخدمات المرتبطة به، وخاصة في العالم القروي “.

 

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع