اسبانيا: اليمين المتطرف يدخل البرلمان للمرة الأولى

أخبار دولية كتب في 29 أبريل، 2019 - 13:30 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر ـ ولد بن موح

عبّر-وكالات

 

 

حقق حزب “فوكس” – يمين متطرف – اختراقا مهما على الساحة السياسية الإسبانية الاثنين بعد حصوله على 24 مقعدا في البرلمان المكون من 350 نائبا، وذلك في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد وشهدت إقبالا كثيفا من الناخبين الإسبان.

 

 

وأظهرت النتائج الأولية غير الرسمية، بعد فرز 99 بالمئة من الأصوات، فوز حزب رئيس الوزراء الاشتراكي الإسباني بيدرو سانشيز بنجو 29 بالمئة من أصوات الناخبين و123 مقعدا في البرلمان لكنه يظل بعيدا عن الأغلبية المطلقة (176 مقعدا) وهو ما سيجبره على بناء تحالفات مع الأحزاب الأخرى لتشكيل حكومة خاصة اليسار الراديكالي في حزب “بوديموس” (نستطيع) الذي يواجه صعوبات، وأحزاب المناطق، أي من حيث المبدأ الانفصاليين الكاتالونيين. لكن سانشيز يفضل تجنب الحاجة إليهم من جديد بعدما اضطروه للدعوة إلى انتخابات مبكرة بسبب رفضهم التصويت على ميزانيته.

 

 

ويعتبر حزب “فوكس” (الصوت) القومي المتشدد المفاجأة المعلنة لهذه الانتخابات التشريعية الثالثة خلال ثلاث سنوات ونصف سنة. وكان هذا الحزب هامشيا حتى قبل ستة أشهر فقط، لكنه أحدث زلزالا سياسيا بحصوله على نحو 11 بالمئة من الأصوات في الانتخابات البلدية في منطقة الأندلس (جنوب).

 

 

وكانت استطلاعات الرأي قد أشارت إلى أن هذا الحزب يمكن أن يحصل على أكثر من عشرة بالمئة من الأصوات ليشغل بذلك نحو ثلاثين مقعدا في مجلس النواب (350 مقعدا) في بلد غاب عنه اليمين المتطرف منذ وفاة الجنرال فرانسيسكو فرانكو في 1975. وهي نتيجة لا تتوافق مع النتائج المعلنة حتى الآن والتي قد تمثل خيبة أمل كبيرة لأنصار “فوكس”.

 

 

وحذر سانشيز، الذي تولى رئاسة الحكومة في يونيو/حزيران على أثر مذكرة بحجب الثقة عن المحافظ ماريانو راخوي (الحزب الشعبي)، من موجة لليمين القومي قائلا إن “هناك احتمالا واقعيا ومؤكدا” أن يكون أداء حزب “فوكس”، المدعوم خصوصا من الجبهة الوطنيّة في فرنسا وحزب الرّابطة في إيطاليا، أفضل مما تتوقعه استطلاعات الرأي.

 

 

وتنامى حضور فوكس ذي الخطاب المتشدد المناهض لحقوق المرأة والمهاجرين، خصوصا عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بتبنيه موقفا متشددا من دعاة الاستقلال في كاتالونيا.

 

 

وبعدما كانت كاتالونيا مسرحا لأسوأ أزمة سياسية تشهدها إسبانيا في غضون أكثر من أربعين عاما، يبقى الإقليم مركز اللعبة السياسية. وقام اليمين واليمين المتشدد بحملة شرسة ضد سانشيز الذي وصف بأنه “خائن” لوصوله إلى السلطة بفضل أصوات الانفصاليين الكاتالونيين بالأخص.

 

 

من جانبه أشار زعيم “الحزب الشعبي” بابلو كاسادو إلى أنه جاهز لتشكيل حكومة مع حزب “المواطنة” و”فوكس” في حال نجحوا في الحصول على الأغلبية.

 

 

ووسط تصفيق حاد، صرح سانتياغو أباسكال زعيم الحزب الذي أصبح خامس قوة سياسية في البلاد على أثر هذه الانتخابات “أهلا بالمقاومة! نواصل طريقنا بلا خوف من أي شيء أو أي شخص، نواصل طريقنا من أجل إسبانيا”.

 

 

وكان الناشطون يهتفون “إسبانيا الموحدة لن تهزم أبدا” و”إسبانيا مسيحية ولن تكون مسلمة” و”بوتشيمون في السجن”، في إشارة الى الرئيس السابق لمنطقة كاتالونيا الملاحق بتهمة محاولة الانفصال في 2017.

 

 

ونجح أباسكال الذي يدين “خونة إسبانيا” و”اليمين الجبان” في إنعاش هذا الحزب الذي أسسه قبل خمس سنوات مع عدد من الذين خاب أملهم في الحزب الشعبي اليميني المتهم “بخيانة قيمهم وأفكارهم”. وقال في كلمته إن “24 نائبا في البرلمان سيمثلون الفخر بأن تكون إسبانيا”.

 

 

ويدعو أباسكال إلى حظر الأحزاب الانفصالية وإلغاء القوانين التي تعاقب على العنف المرتبط بالتمييز حيال المرأة، ويدافع عن العائلة التقليدية مع أن أبناءه الأربعة ولدوا من زواجين مختلفين.

 

 

وأباسكال (43 عاما) الذي ترعرع في أموريو وهي قرية في منطقة الباسك كان جده رئيس بلديتها خلال حكم فرانكو، يروي أن والده الذي كان عضوا في المجلس البلدي عن الحزب الشعبي، قد نجا من ثلاث محاولات اغتيال قامت بها منظمة إيتا لاستقلال إقليم الباسك.

 

 

وقالت بياتريز أشا الخبيرة في الشؤون السياسية في جامعة نافارو العامة إن “تجربته السياسية في بلاد الباسك التي تمثلت بسنوات من التهديدات، قد أثرت بالتأكيد على أفكاره. لكن بالتأكيد لم يتبن كل الذين هددتهم إيتا مواقف متطرفة إلى هذا الحد”. وأضافت “أعتقد أن التقاليد العقائدية لعائلته لعبت دورا أيضا”.

 

 

ولا يخفي الرجل أنه يمتلك مسدسا من نوع “سميث أند ويسون” وهو أمر نادر في بلد تفرض فيه القوانين قيودا صارمة على حيازة الأسلحة. وإلى جانب الانتقادات لأفكاره، يذكر معارضوه بماضيه كمسؤول كان يحصل على راتب عال جدا في وكالات ومؤسسات عامة عندما كان عضوا في الحزب الشعبي. وقد أكد في وقت لاحق أن هذه المؤسسات “غير مجدية”.

 

 

.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع