ارفعوا عنا اﻹحتقار…المغرب لا يحتاج الى “البرغوث” الأرجنتيني ولا الى مبارة ﻹذلال الشعب

عبّر معنا كتب في 11 مارس، 2019 - 14:30 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

فؤاد جوهر ـ عبّــر

 

وضع “ليونيل ميسي” مايسترو الفريق الكاتالوني، أو البرغوث الأرجنتيني كما يحلو للصحافة العالمية مناداته، بمعية اﻹتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، شروط جد قاسية ولا أخلاقية للمشاركة في المبارة المرتقبة التي ستلاقيه مع المنتخب المغربي بطنجة يوم 26 من الشهر الجاري، اذ شرط أحسن لاعب للكرة المستديرة في العالم، والفائز ب 5 كرات ذهبية على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، شروط تدخل في عالم الغرابة، وكأن “البرغوث” جاءنا من كوكب آخر غير الأرض، فلا يحق لأي واحد المساس به، أو اﻹقتراب منه وكأنه مقدس من المقدسات، حتى الصور و”السيلفي” محظور، والحراسة الشخصية يجب أن تكون مشددة، سواء قبل أو بعد المبارة المذلة لكرامة الشعب المغربي، ناهيك عن تنبيه اللاعبين من اﻹحتكاكات الزائدة عن اللزوم مع “القديس” الجديد.

 

أليست هذه غرابة ليست بعدها غرابة من تظاهرات رياضية لا جدوى منها، سوى المزيد من هدر المال العام، وتفقير شرائح واسعة من الشعب المغربي، هي أحوج الى هاته الملايين السخية من قبل جامعة مغربية ساذجة، لا تعرف سوى استنزاف المال العمومي، و”بالعرارم”، فهناك قطاعات ومجالات تعاني الويلات، وتفتقر الى أبسط الضروريات، بحجة غياب اﻹمكانيات والدعم المادي اللازم، وفئات مغربية محرومة من كل شيئ، من حقها في السكن ومن حقها في الشغل، ومن حقها التطبيب، وشباب معطل عن العمل رغم حصوله على شواهد عليا، وفضل فيه البعض، اﻹبحار الى الضفة الأخرى عبر قوارب الموت و”الزودياك” رغم المصير المجهول.

 

أية تظاهرات رياضية هاته التي تهين الشعب المغربي، وتحط من كرامته الغالية، وأية مبارة هاته التي ستزيد في استنزاف المال العام المهدور، لأجل شهرة عالمية مبتورة، لا معنى لها في ظل الظروف المعيشية الصعبة، التي يكابدها الملايين من المغاربة. ف”البرغوث” بمجيئه المشروط، لن يرفع عنا المعاناة، ولا البلاء، ولا سيخرجنا من دائرة الفقر المعشعش في أماكن كثيرة من هذا الوطن، ولا سيزيد من وتيرة التنمية، ولكن سيساهم لا محالة في توسيع الثقب في الميزانية العامة المشروخة أصلا، جراء تضخم النفقات العامة، وسيدفع أطفالنا الصغار الى البكاء، لأنه بعيد عن الروح الرياضية، وضرب اﻹحترام الذي يكنونه له عرض الحائط اعجابا بمؤهلاته وموهبته الكروية، لأن من شروطه، عدم اﻹقتراب اليه أو المساس بشخصه، أو أخذ صور معه، كل هذا لأن جامعتنا الملكية المغربية لكرة القدم مغفلة، أو بالأحرى تستغفل عقول المغاربة للتوقيع على شروط مهينة ومذلة في مقابل منحها الملايين من أموال دافعي الضرائب، للاعب لا يستحق أن يدخل الملاعب المغربية، ولا أن يصفق له، لأنه بكل بساطة أراد اذلال شعب شغوف بكرة القدم وتمريغ كرامته في الحضيض.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع