اتحاد على الحافة…صراع الأجنحة يشوّش على انتخاب أبرشان بالناظور

في مشهد سياسي مشحون، شهدت قاعة الوحدة بمدينة الناظور زوال اليوم الثلاثاء أجواء متوترة إنتهت بتجديد الثقة في البرلماني محمد أبرشان كاتبا إقليميا لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في مؤتمرٍ حضره الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر، وانتهى بما تم وصفه بالخطة التوفيقية، لكن على إيقاع توتر كبير في صفوف المناضلين.
المؤتمر الإفليمي الخامس الذي كان من المفترض أن يعيد ترتيب البيت الداخلي للاتحاد الاشتراكي بالناظور، تحول إلى ما يشبه مجلس تصفية حسابات قديمة بين تيارين أحدهم يساند ابرشان، وهو الوجه البارز الذي يحظى بمكانة سياسية وثقل كبير بالإقليم، و ازواغ احد الوجوه السياسية الصاعدة.
وقد تم تعيين رئيس لجماعة الناظور، سليمان أزواغ نائبا له للكتابة الإقليمية، في خطوةٍ فهمت على أنها محاولة لامتصاص التشنج داخل الحزب. لكن هذا التوفيق لم يرضِ الجميع.
التوتر بلغ ذروته حين تطور الخلاف بين أنصار أبرشان وأزواغ إلى اشتباكات بالأيدي داخل القاعة، في مشهد غير مسبوق داخل مؤتمرات الحزب بالإقليم، وهو ما تناقلته عدسات الكاميرات لتنتشر كالنار في الهشبم في الفضاء التواصلي.
وظهر على الكاتب الأول للحزب إدريس منزعج من الانفلات، بينما حاولت بعض الوجوه الحزبية والمنظمين التخفيف من وطأة الموقف وربطه بـحرارة النقاش الديمقراطي.
ويرى نشطاء أن ما جرى في قاعة الوحدة لم يكن مجرد احتكاك عابر، بل يعكس عمق الشرخ داخل الاتحاد الاشتراكي محليا، بين تيار يريد استعادة السيطرة على التنظيم الحزبي، وتيار آخر يسعى لتجديد الوجوه والخطاب، في سياق سياسي يتسم بالتحولات والإحباطات الجماعية من النخب أمام تراجع مؤشرات التنمية بالإقليم
وفيما يحاول الحزب تسويق صورة حزبٍ متماسك يمضي نحو إعادة البناء، أعاد مؤتمر الناظور طرح سؤال الشرعية داخل الهياكل، وجدوى التوفيق الإجباري في بيئة حزبية تتآكل من الداخل.