اتحاد علماء المسلمين..حراس المعبد

الأولى كتب في 3 أبريل، 2019 - 11:30 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

محمد بن حساين-عبّر

 

شن نشطاء وسائط التواصل الاجتماعي سيل من الانتقادات للبيان الذي أصدره ما يسمى اتحاد  علماء المسلمين، على خلفية الحفل الذي حضره الملك محمد السادس، و البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية اكبر الكنائس المسيحية في العالم، و الذي شهد حفل تم فيه ترديد ترانيم يهودية ومسيحية، بالتزامن مع نطق الشهادتين، في رسالة للعالم من أجل التعايش و التسامح و إشاعة ثقافة الرحمة بين الشرائع الدينية عبر العالم.

 

النشطاء أجمعوا على أن بيان الاتحاد كان مجانبا للصواب، و حمل الحفل المذكور أكثر مما يحتمل، مؤكدين تمسك المغاربة بدينهم الإسلامي الحنيف، و أيضا بثقافة التسامح و التعايش التي ميزت المغرب على باقي الدول العربية الأخرى، حيث أن المغرب هو البلد العربي الوحيد الذي تتعايش فيه الشرائع السماوية الثلاث، اليهودية والمسيحية و الإسلام، بشكل متميز.

 

فالمغرب حسب المحلل السياسي، أحمد نور الدين، هو البلد العربي الوحيد على الأقل الذي استمر فيه احترام الديانة اليهودية عكس الدول العربية الأخرى التي شكلت قطيعة مع اليهودية رغم محافظة تلك البلدان على التعايش بين المسيحية والإسلام، لكن احترام الطائفة اليهودية وضمان المواطنة الكاملة لأتباعها هو خاصية مغربية محضة، مشيرا إلى أن التجربة المغربية هي تجربة رائدة نحتاج إلى نشرها عبر العالم.

 

نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي، شبهوا أعضاء الاتحاد والمنضويين تحته، “بحراس المعبد” الذين وصموا تاريخ الكنسية الكاثوليكية و خاصة إبان الحروب الصليبية، بعد أن قدموا أنفسهم كجنود لحماية المسيحية و المسيحيين من الأعداء، إلا أن عاقبتهم كانت وخيمة بفعل تصرفاتهم وسياستهم الدينية و الاقتصادية و الاجتماعية.

 

فاتحاد علماء المسلمين، تحاول اليوم أن تقدم نفسها على أنها الحامية للدين الإسلامي، و الراعية لتدين المسلمين، و السد المنيع أمام زعزعة عقيدتهم، لذلك فهذا التنظيم يحرص دائما على إبداء رأيه في كثير من القضايا و الأحداث و التي تكون في الغالب ذات طابع سياسي، كما حدث عندما دعا رئيسه السابق، يوسف القرضاوي، إلى الجهاد في سوريا، الأمر الذي كان وبالا على سوريا و شعبها و على الأمة جمعاء.

 

و بالعودة إلى قضية الترانيم المتزامنة مع ترديد الشهادتين، فأعضاء الرابطة يعلمون علم اليقين أن رسول الله عليه الصلاة و السلام كان على وشك وضع الناقوس كوسيلة للنداء للصلاة، و كنا بذلك سنكون مثل النصارى، إلا أن النهي عن التشبه الآخرين من الديانات الأخرى هو ما منع من اعتماد الناقوس في ذلك الوقت، فالرسول الكريم كان كارها للتشبه بالكنائس.

 

فالآذان شرع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة لحديث عبد الله بن زيد بن عبد ربه : لما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضرب بالناقوس وهو له كاره لموافقته النصارى طاف بي من الليل طائف وأنا نائم رجل عليه ثوبان أخضران وفي يده ناقوس يحمله قال فقلت : يا عبد الله أتبيع الناقوس ؟ قال وما تصنع به ؟ قال قلت : ندعو به إلى الصلاة . قال : أفلا أدلك على خيرٍ من ذلك فقلت : بلى . قال تقول : الله اكبر …. (إلى نهاية الأذان )… قال : فلما أصبحت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما رأيت فقال : إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألْقِ عليه ما رأيت فإنه أندى صوتاً منك قال فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به قال : فسمع ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو في بيته فخرج يجرّ رداءه يقول : والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي أُرِي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلله الحمد . رواه أحمد ( 15881 ) والترمذي ( 174 ) وأبو داود ( 421 ) و ( 430 ) وابن ماجه ( 698 ) .

 

و مراتب التشريع معروفة عند عموم المسلمين، فلو كان للأذان تلك الأهمية الكبيرة، لكان ذكره في القرآن باسمه و ألفاظه، مع الإشارة هنا إلى أن الأمر لا يتعلق بترديد الآذان، بل اقتصر الأمر على التكبير و التشهد، و بالتالي يمكننا أن نطرح سؤالا على اتحاد علماء الإسلامي، هل شاهدوا فعلا الحفل الذي شهد هذه الواقعة، أم فقط سمعوا الأمر من فاسق.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع