ابن كيران.. يسيس القبور من أجل العودة إلى التبور

الأولى كتب في 9 مارس، 2019 - 12:00 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

محمد بن حساين-عبّر

 

في الوقت الذي  يجري فيه الحديث و بشكل كبير عن تعديل حكومي مرتقب قد يعصف بعدد من المسؤولين الحكوميين، بل هناك من يتحدث حتى عن إمكانية الإطاحة برأس الحكومة، سعد الدين العثماني، يكثف رئيس الحكومة السابق، عبد الإله ابن كيران، من خرجاته الإعلامية، مستغلا في ذلك وسائط التواصل الاجتماعي، فيسبوك على وجه الخصوص، بالإضافة إلى الجنازات التي أصبح يواظب المشي وراءها منذ أن تم إعفاءه من رئاسة الحكومة بعد فشله في تدبير مرحلة تشكيل الحكومة.

 

ابن كيران و من خلال خرجاته تلك، يريد أن يضرب عصفورين و عدد لا بأس به من الناس بحجر واحد، فهو يريد أن يرسل رسائل إلى أعلى هرم السلطة بما يفيد أنه مستعد للعودة و أخذ زمام الأمور من جديد، فهو لا ينفك عن تجديد موقفه من الملكية و تشبثه بمقوماتها، و أيضا يوجه رسائل لخصومه السياسيين أنه حاضر رغم كل شيء و قادر على التأثير في الساحة السياسية و لو من صالونه في فيلا زوجته بحي اللليمون، و بين هذا و ذاك فهو يدغدغ عواطف متابعيه و أنصاره من أبناء حزب العدالة و التنمية و المتعاطفين معه، خاصة أولائك الذين يعتقدون بأن سعد الدين العثماني، ليس بالرجل المناسب لا لقيادة الحكومة و لا لقيادة الحزب.

 

و لكن يبقى السؤال المطروح، ما هو الإرث الذي تركه ابن كيران لنا نحن كمغاربة  لنتجاوب مع ابن كيران و نحن إلى عهده، إلا إذا كنا من عشاق الكوميديا السوداء التي كنا نتابعها في قبة البرلمان و في المقابلات الصحفية التي كان يجريها الرجل، أما غير ذلك فلم يترك لنا ابن كيران إلا ذكرى سيئة و واقع مرير يعيشه المغاربة و الذي كان سيكون أفظع لولا تدخل العناية الإلهية بهذا الوطن.

 

و لكي تتضح الصورة، فما عليك إلا الاستماع إلى أبناء التيار الإسلامي نفسه الذي ينتمي إليه ابن كيران، لتخرج بنتيجة واضحة، أن أغلب الإصلاحات التي أقرتها حكومته بعدد من القطاعات في إطار ما عنونته بمحاربة الفساد لم تكن ناجعة، بل كرست نمط جديد من العلاقات يقصي الكفاءة و ينتصر لأصحاب “الشكارة” على حساب المهنية و الاحترافية، و هذا ما يؤكده عدد من الفاعلين السياسيين و الثقافيين و الاجتماعيين، و الاقتصاديين.

 

زد على ذلك فإن الإصلاحات التي قامت بها حكومة ابن كيران، هي من أدت إلى ما نعيشه اليوم من حالات الاحتقان في عدد من القطاعات كالتعليم و الصحة و غيرها، بالإضافة إلى حالة الحنق الذي يشعر بها المواطنون بسبب أسعار المحروقات و المواد الغذائية و غيرها.

 

فهل هذا هو الواقع الذي يبشر به ابن كيران مؤيديه، و يرد العودة إلى استكمال عملية البناء / الهدم التي بدأها قبل سبع سنوات.

 

ابن كيران يدرك جيداً أنه لم يتحقق شيء يذكر للشعب المغربي، إلا فيما يتعلق بدعم الفئات الهشة و حتى هذا الأمر إنما يعود إلى التوجيهات الملكية للنهوض بهذه الفئات العريضة من رعاياه، و لذلك فهو يسر على تبرير إخفاقاته و فشله في تدبير مرحلته، و يحاول أن يعطي لنفسه شرعية الوجود في الساحة من خلال الحديث عن الخصوم و استغلال المؤسسة الملكية التي دائما ما تكون حاضرة في خطاباته الفيسبوكية و كلماته التأبينية.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع