إقبال المغاربة على شرب “البيرة” يخلق الجدل ويضاعف الكميات المستوردة!

الأولى كتب في 9 يناير، 2020 - 20:30 تابعوا عبر على Aabbir
مصرع
عبّر

فؤاد جوهر – عبّـر

 

رغم أن بيع الخمور في المغرب محسوم فيه شرعا وقانونا بكونه لا يباع الا لغير المسلمين، فإن إقبال المستهلكين المغاربة على شرب “البيرة” زاد بأرقام قياسية لا توحي بأنه موجه فقط لبطون اﻷجانب، حيث رفعت الكميات المستوردة من المشروبات الكحولية إلى نسب مضاعفة.

 

أرقام مثيرة حصل عليها موقع “عبّــر.كوم”، تكشف عن زيادة كبيرة في حجم الواردات المغربية الخاصة بالمشروب “الخبيث” والمحرم شرعا، حيث تضاعفت الواردات من النبيذ والجعة خلال 3 سنوات الأخيرة إلى 300 مليون لتر من الجعة، بمعدل 100 مليون لتر في السنة، وأزيد من 3 لترات من “البيرا” لكل فرد مستهلك في السنة، وما يفوق من 30 مليون قنينة من النبيذ و12 مليون مشروب روحي “ويسكي”.

 

ونتيجة لهذا اﻹقبال المثير والمتزايد، صارت الأرباح في تصاعد لدى الشركات، والحكومة التي يتزعمها حزب اسلامي ضدا على المبادئ والقيم المنادى بها، تحقق مداخيل اضافية من هذا المنتوج الذي لم يحد القانون من استهلاك المغاربة له، وعلى العكس زاد اﻹستهلاك “المحرم”، وزادت معه مضاعفة الرسوم والضرائب حيث انتعشت خزينة الدولة جراء الضرائب المرتفعة المفروضة على المشروبات الكحولية.

 

وفي توقعات ايرادات الضريبة على الخمور بما فيها “البيرة” التي تستهلك أكثر في المهرجانات، وكذا اﻹحتفالات والأعراس بنسب مضاعفة، فإن مشروع قانون المالية لسنة 2020، توقع عائدات ستفوق 700 مليون درهم، مقابل 678 مليون درهم في السنة الفارطة، بزيادة تفوق 100 مليون درهم.

 

ويرى المهنيون في مجال المشروبات الكحولية أن الرفع من قيمة الضريبة على اﻹستهلاك بهدف انعاش خزينة الدولة سيلهب أسعارها في الأسواق المقننة، وسيحد من اﻹستهلاك المفرط للخمور في هذه المراكز اﻹقتصادية في مقابل تحول اﻹقبال على المنتوجات المهربة من الثغرين المحتلين مليلية وسبتة السليبتين، والتي تكون أرخص من المشروبات الكحولية المعروضة في الأسواق المعتمدة.

 

وأمام هذه المعطيات الغريبة في بلاد المسلمين، ولهفة المستهلكين المغاربة على والمشروبات الكحولية، حاورت جريدة “عبر” بعض الزيناء الذين يعاقرون الخمر بشكل يومي، وعن سبب شربهم للبيرة بشكل مفرط،

يقول “أنور” وهو بائع سمك بالناظور أن تعاطيه للخمر هو بهدف التخلص من الروتين اليومي، ونسيان الهموم المتراكمة عليه بعد وفاة والده.

 

ويضيف أنه يصرف كل ما يجنيه من أرباح التي يحصل عليها في عمله البسيط في حانة عادية، مشيرا أنه لا يفضل الولوج الى الحانات الفاخرة والفنادق المصنفة، لكون ذلك يتطلب لباسا أنيقا وهندام راقي، ومدخول وفير وينهي كلامه بـ “الله يعفو علينا واها”.

 

بينما “سمير” يروي أنه صار مدمنا على معاقرة الخمر بعدما اغتيل في أحلامه من قبل أفراد من عائلته، وهو يداوم عليها منذ ما يزيد من عقدين من الزمن، واستنزفت قدراته المالية التي يدرها من خلال أجرته الشهرية التي يتحصل عليها من الشركة النقل التي يشتغل بها، ويلح على ضرورة مراجعة أسعار الكحول حيث يراها باهضة جدا.

 

وعلق أحدهم “الله يطرح فينا البركة حالتنا ولات حالة بهاذ البلية الله يستر وصافي”، فنحن نشتري هذا المحرم “الخبيث” “تبلينا معندنا منديرو”، والحكومة تحاربنا برفع أثمانه في “البيسريات” المقننة، لكن تريدنا في نفس الوقت أن نشتريه ﻹنعاش خزينة الدولة.

 

ورغم وصول حزب العدالة والتنمية اﻹسلامي إلى السلطة، فإنه لم يقدر أن يكبح لهفة المستهلكين المغاربة لمعاقرة الخمر، ومن المؤكد أن معدل انتاج الخمور واستهلاكها واستيرادها زاد خلال 5 سنوات الأخيرة، ما يفيد أن شربها موجه أيضا للمغاربة، ومرتبط بالحالة المزاجية والنفسية للعديدين من المبتلين، وبين هذا وذاك تبقى هذه المادة المحرمة أم الخبائث ومن الموبقات حسب وصف ديننا الحنيف، ومهددة ﻹستقرار البيوت، ومفسدة للأخلاق.

 

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع