شهدت رحلات البواخر البحرية بين إسبانيا والمغرب، خصوصاً بين طريفة في إسبانيا وميناء طنجة، ارتفاعاً كبيراً في أسعار التذاكر إلى مستويات غير مسبوقة. حالياً، تتراوح أسعار التذاكر بين 250 و300 يورو، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأسعار بشكل أكبر مع اقتراب موسم الصيف.
قامت شركات النقل البحري باتخاذ هذا القرار بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات، مما دفعها إلى زيادة تكاليف التشغيل.
وطالبت المعارضة البرلمانية وزارة النقل باتخاذ إجراءات لحماية مغاربة العالم، الذين يعودون إلى المغرب خلال فترات العطلات، من تأثيرات قانون العرض والطلب على أسعار التذاكر. وأشار نواب المعارضة إلى ضرورة مكافحة أي احتكار في زيادة الأسعار وضمان قدرتهم الشرائية، لتجنب أي عقبات مالية تعيق عودتهم إلى أوطانهم خلال مواسم العودة.
من جانبه، طالب محمد الزموري، عضو البرلمان عن فريق الاتحاد الدستوري، بمجلس النواب، باتخاذ تدابير عاجلة للتصدي لارتفاع أسعار النقل البحري للأفراد والسيارات في الموانئ المغربية مقارنةً بميناءي سبتة ومليلية، معرباً عن قلقه من تداعيات هذا الارتفاع على الاقتصاد والمواطنين.
أثار تعليق وزير النقل واللوجيستيك، محمد عبد الجليل، على غلاء أسعار رحلات الجالية المغربية “استغراب” جمعيات حماية المستهلك، بعد عدم تطرّقه للحلول التي تعتزم الوزارة اتخاذها في مواجهة هذه المشكلة.
إرتفاع أسعار تذاكر رحلات البواخر يقابله إرتفاع عدد الوافدين على المغرب من الجالية
من جانبه، أكدت وزارة الداخلية الإسبانية أن عملية مرحبا 2024 انطلقت بأرقام مرتفعة مقارنة مع الماضي، وهو ما يدعم التوقعات التي كانت أشارت إلى ارتفاع حركة العبور بحوالي 6 في المائة مقارنة مع العام الماضي.
ووفق أرقام الوزارة الإسبانية، والتي نقلتها وكالة “إيفي” الإسبانية، فإنه تم تسجيل مرور أزيد من 50 ألف شخص قبل حلول عيد الأضحى (أربعة أيام).
هذا الرقم يشير إلى ارتفاع بنسبة 90 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب المصدر نفسه الذي يُقيم العملية أسبوعيا.
وتشير أرقام الوزارة إلى أن اليوم الأول من انطلاق العملية (13 يونيو) عبر ما مجموعه 14286 شخصا و4201 مركبة، عبر الموانئ الأندلسية، وفي اليوم الموالي مرّ منها 15438 شخصا و4588 مركبة، وارتفع العدد يوم السبت بمرور 20222 شخصا و6678 مركبة، ويوم الأحد أزيد من 20 ألف شخص عبروا نحو المغرب على متن حوالي 8000 عربة.
ومن بداية عملية مرحبا 2024 إلى غاية الأحد الماضي، تم تسجيل أزيد من 300 رحلة بحرية بين الموانئ الإسبانية السبعة المعنية بالعملية والموانئ المغربية.
وعلى غرار العمليات السابقة، يستحوذ ميناء الجزيرة الخضراء على 77 في المائة من حركة العبور (226 رحلة)، ومرت منه 71 في المائة من المركبات.
ووصل إلى ميناء الحسيمة، إلى غاية هذا الأسبوع، حوالي 1500 شخص على متن أول رحلة بحرية، على متن 800 مركبة.
وأشاد وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، بـ”التنسيق الممتاز” بين بلاده والمغرب في إطار عملية “مرحبا 2024″، مؤكدا، في تصريحات للصحافة خلال زيارته لميناء الجزيرة الخضراء، على أن المغرب وإسبانيا وفرا وسائل هامة وقاما بتعبئة كافة الموارد البشرية المعنية بهذه العملية لضمان حسن سيرها.
وأشار الوزير الإسباني إلى أن جميع الفرق التي تمت تعبئتها لهذا الغرض تقوم “بعمل استثنائي لضمان استمرار نجاح هذه العملية، مبرزا أن التنسيق الممتاز بين السلطات المغربية ونظيرتها الإسبانية سيمكن دون شك من تدبير الأعداد القياسي” المتوقعة من المسافرين والمركبات خلال هذه العملية بأفضل طريقة ممكنة.
اترك هنا تعليقك على الموضوع