أي دور للمؤسسة التربوية؟

عبّر معنا كتب في 14 يناير، 2019 - 20:45 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

مصطفى طه

يجب أن ترقى المعرفة إلى سلطة فكرية، و هو ما يتطلب في الواقع، تغييرا في مواقف الأفراد، و كذا السلطات، لضمان احترام العلم و المعرفة و تشجيع الابداع بشتى أنواعه، لأن الانسان و القيم الثقافية المنتشرة، يمكن أن تكون قوة انطلاق للعلم و للمعرفة، كما أنها يمكن أن تمثل قوى و اليات، تفرغ كل ذلك من محتواه و تعطل مسيرته، ونعلم يقينا أن إشاعة البحث عن المعرفة، لا تتم في البدء الا من خلال أن يؤسس لها مكانا في المؤسسة التربوية : البيت، الكتاب، المدرسة، و الأسرة، فهذه المؤسسة مدعوة لإشاعة قيم التسامح و احترام الثقافات المختلفة، و القبول بالآخر، المختلف عرقيا و دينيا، من أجل بناء شخصية صالحة و متوازنة، على المستوى النفسي و الاجتماعي، و كذا السياسي، لتقوم بأدوار متنامية و فعالة في عملية التنمية المجتمعية.

إذن، لماذا التركيز على تفعيل دور المؤسسة التربوية بالذات؟

 

نعلم جميعا أهمية هذه المؤسسة، في تنوير العقل، و إشاعة مهمته، وتعميم سلطته في المجتمع، بما ينمي الشعور بالمواطنة، التي تقوم في أساسها على حب الانسان لأخيه الانسان، مهما بلغت درجة الاختلاف في الأفكار و المقترحات و المعتقدات و التربية على المواطنة، تنسج انطلاقا من تأثيث الفضاءات التربوية، بما هو جميل، كالموسيقى، و المسرح، و الفن التشكيلي، و النحت، و الشعر، و الرسم، و السنيما، ليس بهدف التزيين فحسب، إنما كآليات للتعبير عن المحبة و التعايش والتسامح، وقبول الاخر، وهنا تبرز أهمية إعادة الاعتبار والحياة، الى دور الشباب، وجمعيات المسرح والفنون، لتسهم بدورها في تغيير نوعية التفكير السلبي، المتواجد داخل بعض الأسر و المجتمعات.

 

وهكذا، فلا تربية مواطنة، بدون مؤسسات تربوية ديموقراطية، تسير في اتجاه تنمية خطاب ثقافي جديد، يدور في فلك المحبة، والأخوة الصادقة الحقيقية، والسلام، وينبذ منطق العنف، ويعترف بحتمية الصراع، وبضرورة ادارته بطرق سليمة أكثر عقلانية، انه الخطاب المتسامح، مع الذات أولا، ثم مع الاخر، الذي ينبني على أن مبادئ اسلامنا الحنيف، ما كانت لتصب في يوم من الأيام، الا في اتجاه تكريم الانسان، والرقي بمكانته، الى مستويات مشرفة.

 

لكن، إنتاج خطاب التسامح هذا، يتوقف أولا وأخيرا، على تأهيل المؤسسة التربوية، وذلك بحقن البرامج التعليمية، بمواد تنويرية، تسهم في إشاعة قيم، التكافل، والتآزر، والتآخي، في صفوف التنشئة الاجتماعية.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع