أيها المغاربة..الحكومة تكذب عليكم وتبيعكم الوهم..

الأولى كتب في 18 ديسمبر، 2018 - 13:27 تابعوا عبر على Aabbir
عبّر

كــــمال قـــروع 

 

نشرت بعض المواقع الإلكترونية المقربة طبعا من العدالة والتنمية، تصاريح و اقوال شفهية بعيدة كل البعد عن الواقع، وبعناوين مثيرة تصب في خانة أن “الحكومة تعلنُ حربَها ضدَّ البطالة بإطلاق استراتيجيَّة وطنيَّة للتشغيل”، ناسبين للحكومة الإستراتيجية التي ما فتئ الملك يحث عليها ويوبّخ اثرها الحكومة نفسها، حتى وصل الأمر بجلالته أن رفض مقترحا ناقصا هيّئته الحكومة نفسها..

ورغم الإثارة التي حاول البعض نسبها للوزير المتيّم، فإن “إعلان الحرب” سيظل مفهوما سلبيا مهما كان العدو.

 

وحتى نكون صادقين مع القارئ، ومستوعبين لمعنى الخطط التنموية، فنحن مضطرون حسب المنهجية الخطابية “اليتيمة” أن نقول بان المبادرة الوطنية للتنمية البشرية هي حرب ضد الهشاشة والفقر والبطالة، والمخطط الأخطر هو حرب على الجفاف، والمخطط الأزرق هو حرب فرار السياح من المغرب، وكل المشاريع الحكومية إنما حروب ومواجهات ومدافع وبنادق.

 

هكذا إذن، اختارت حكومة سعد الدين العثماني، ووزيرها اليتيم، أسلوبا إشهاريا غريبا لتقديم برنامج قطاعي للحد من البطالة.

 

وفي آخر المطاف فالبرنامج الحكومي هو عبارة عن مخطط بسيط، قد يكون اجتهادا محمودا، وقد يكون تجربة لا يمكن الحكم عن نتائجها، لكن الأمر، كيفما كان الحال، لا يتعلق بحرب مهما أراد ان يقنعنا الوزير وموقعه الإشهاري، لأن الاستراتيجية اصلا ناقصة والواقفون ورائها غير اكفاء ولا ذوي تجربة وحنكة اسوة بالوزير نفسه..

 

ولننطلق الآن في قراءة بعض المقالات الغريبة المضامين، والتي جاء في احداهن :”أعلنَت، عنْ بدء إعداد استراتيجيَّة وطنيَّة للتشغيل، تنصبُّ على معالجَة البطالة في المغرب، بعدمَا كشفتْ احصائيات للمندوبيَّة الساميَّة للتخطيط، أنَّ نسبة البطالة ارتفعتْ، كمَا تبددتْ آلافُ مناصب الشغل في القطاع الصناعِي….”

 

يا سلام، لم يكن السيد الوزير “المتيّم” يعلم بواقع الحال، إلى ان استيقظ من نومه في صباحه هذا، فاكتشف أن مندوبية التخطيط أخبرت المغاربة، وهم لا يعرفون، أن البطالة ارتفعت، فحمل السيد الوزير”سيفه البتار” للقضاء على البطالة، وأتانا بما”لا تصدقه الأبصار”بخطة ستقضي على عليها إلى الأبد؟ وصادقته الحكومة وصدّقته واثنت على انجازه..!!

 

 

وروّج ايضا أن الحكومة قالت “إنَّ الاستراتيجيَّة ستكون الأولَى من نوعها في المغرب، متوقعًا أنْ يجرِي الإعلان عنها بداية السنة المقبلة..”.

 

يعني، حسب فهمنا المتواضع، ان ما أعلن عنه الحسن الثاني رحمه الله حين أسس مجلس الشباب والمستقبل، لا يمكن ان يرقى إلى مستوى خطة وزارة التشغيل الحالية.

 

ويعني هذا الكلام حسب فهمنا المتواضع، ان الجهود الوطنية والحكومية التي بذلت منذ سنة 1999 لا يمكن أن ترقى إلى مستوى عبقرية هذه اللحظة، وأن كل المخططات التي أتى بها وزراء وحكومات سابقة ليست بمستوى خطة “عنترة بن شداد الذي جاء ليحارب الفقر والبطالة والعناد”.

 

زد على ذلك، أن جلالة الملك، حامل هم ومشاغل المغاربة، والذي جعل خطبه الأخيرة تحث في غالبية قراراتها على تشغيل الشباب وتكوينهم وتعليمهم وفق متطلبات سوق الشغل، كما توبيخه للحكومة على خلفية إخفاقها في ايجاد استراتيجية طموحة وعملية للقضاء على البطالة…لا علاقة لهذا كله بمخطط الحكومة النابهة التي تملك حلول المشاكل والآزمات شفويا..

 

لكن المؤسف في الأمر، أنه لن يتم الإعلان عن هذه الخطة إلا في العام المقبل:”إوا موت آالجن حتى يطيب اللحم”، والله لم نفهم شيئا؟؟؟

 

سيعلن عن الخطة في العام المقبل، وستشطبها الحكومة القادمة إذا وجدت أنها عديمة الجدوى، كما حصل مع المخطط الاستعجالي لإنقاذ التعليم الذي ظهرت عيوبه وفضائحه مؤخرا، ومع أكثر من مخطط آخر.

 

وبذلك نكون قد فهمنا معنى أن هذه الاستراتيجية ستكون هي الأولى من نوعها ، ربما، التي ستوضع ثم سيسرعون لإقبارها، وسنعود إلى الموضوع مرة اخرى بمزيد من التفصيل والتحقيق والتدقيق.

الملك يترأس اجتماعا حول التشغيل

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع