ألا تستحق الجماهير الرجاوية العريضة الاستثنائية فريقا أخضرا يوازي طموحاتها وتطلعاتها؟!

الأولى كتب في 23 أبريل، 2022 - 23:15 تابعوا عبر على Aabbir
الجماهير
عبّر

في مشاهد أصبحت مألوفة لدى الجماهير، وتتكرر بتكرر المنافسات التي تكون الكرة المغربية طرفا فيها، غادر فريق الرجاء الرياضي مسابقة عصبة الأبطال الإفريقية من دور ربع النهائي، بعد فشله في العودة في النتيجة والاكتفاء بتعادل إيجابي هدف لمثله أمام الأهلي المصري.

والمؤسف في مشاهد يوم أمس الجمعة، هو مغادرة الآلاف من أنصار الرجاء لمركب محمد الخامس بالدار البيضاء وسط حالة من الحزن والغضب، وهي التي أبدعت وتفننت بكل وسائل التشجيع وكان أملها أن يحلق النسور الخضر في سماء القارة السمراء بأن يكونوا مع الأربعة الكبار، وذلك أضعف الإيمان.

إن جمهورا كجمهور الرجاء البيضاوي، ذلك الجمهور الكبير والعظيم والاستثنائي والعاشق لفريقه حد الجنون حتى تجاوز صداه الحدود، ليستحق نتيجة أفضل بكثير من بلوغ دور ربع النهائي، وفريقا متكامل الصفوف وفي مستوى تطلعات الموج الأخضر، فلم غادرت الجماهير الخضراء ملعب الرعب حزينة، مطأطأة الرأس، تجر ذيول الخيبة والحسرة.

والواضح أن الجماهير الرجاوية وهي تشجع فريقها بهستيريا، أعمت العاطفة والحب أعينها عن حقيقة بارزة، وهي أن عجلة الفريق كلها أعطاب ولا تستطيع مجاراة إيقاع عجلة الأهلي وتبين ذلك خلال مباراة الذهاب التي لولا التدخلات الانتحارية والحاسمة للحارس أنس الزنيتي لكانت الحصة كارثية بغض النظر عن ضربة الجزاء المشبوهة.

والذي لا يخفى على المتتبع للشأن الكروي، أن فريق الأهلي المصري فريق يضم في صفوفه عديد اللاعبين الذين يمثلون الدعامة الأساسية للمنتخب المصري وصيف بطل كأس إفريقيا للأمم الأخيرة، وبالمقابل لا يضم الرجاء ولا لاعبا ينادى عليه للممتخب المغربي، والطامة الكبرى أن إدارة الفريق الأخضر فرطت في نجوم بارزين على غرار سفيان رحيمي والكونغولي بين مالانغو ولم تعوضهم بلاعبين في مستواهم وحتى المنتدبين وإن كانوا دون مستوى المغادرين، فهم غير مسجلين في القائمة.

والأكيد أن الرجاء بخط دفاع مهزوز وغير منسجم، لا يمكن أن يواصل الرحلة الإفريقية بتجاوز أهلي مصري يضم لاعبين محترفين ومتمرسين وذووا لياقة بدنية عالية مقارنة بلاعبي الأخضر، الذين لولا حماس وتشجيع الجماهير لكان لقمة سائغة أمام المصريين.

ولا شك أن المدرب الطاوسي بدوره يتحمل نصيبا في الخروج من المنافسة الإفريقية بوقوفه متفرجا على رعونة وأخطاء خط دفاعه في لقاء الذهاب وتسجيله لهدف مبكر في الإياب وعدم استثمار هذا المعطى لصالحه، خصوصا بركونه للدفاع بعد هدف نغوما وترك المبادرة للاعبي الأهلي كما لو أنهم يلعبون في القاهرة، ناهيك عن اعتماده على لاعبين انتهت صلاحيتهم والتأخر في إخراج بعضهم والإبقاء على البعض الآخر حتى صافرة النهاية.

إن الجماهير من حجم جمهور الرجاء العالمي الذي بات مرجعا في التشجيع والمساندة القوية لفريقه حتى أن كل الفرق التي تواجه النسور الخضر تحسب له ألف حساب، ليستحق فريقا عالميا بمعنى الكلمة وليس بالكلمة بلا معنى، وهذا لن يتحقق إلا بإدارة مسؤولة وذات كفاءة ومدرب في المستوى ولاعبين في المستوى وليس بالاعتماد على “الكرارس” على حد تعبير الجماهير الرجاوية.

زربي مراد ـ عبّر

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع