أكادير بحاجة للدكتور عمر حلي وعلى الأحزاب العمل على ارجاع الثقة للشباب في العمل الحزبي والسياسي

عبّر معنا كتب في 26 فبراير، 2020 - 17:48 تابعوا عبر على Aabbir
أكادير
عبّر

عبٌر-خالد أنبيري

 

لست ممن يتملق كي يتسلق الدرجات للوصول لمبتغاه عبر محاباة طرف على آخر، ولست أيضا ممن تؤكل الثوم بفمه، ولكنني لست ايضا ممن يرى ما يقع ويسكت دون أن يخوض فيه، خصوصا اذا تعلق الأمر بموضوع يثير القيل والقال بمواقع التواصل الإجتماعي أو بالواقع، وكمتتبع لما يقع بمدينة أكادير عاصمة الجنوب ووسط المملكة، آثارتني ردود أفعال بعض الساسة وبعض المتابعين آيضا حول اختيار الدكتور عمر حلي رئيس جامعة ابن زهر كمنسق محلي لحزب الحمامة بأكادير، وهو الذي كان عضوا بحزب الكتاب قبل التحاقه بحزب أحمد عصمان، قرار لم يستصغه البعض بدعوى ان الرجل لم يقدم استقالته من حزب التقدم والإشتراكية، ولم يحترم أخلاقيات السياسة، هؤلاء يتحدثون عن الأخلاق في السياسة وكأن الأحزاب السياسية المغربية تتمتع بالأخلاق، يعتقدون بأننا جاهلون لما يجري في دواليب هذه الأحزاب التي ما عادت تقوم بدورها الحقيقي المتمثل في التأطير والتكوين، أحزاب ليست سوى لعبة في يد البعض، يستعملونه كيفما أرادوا، ويسيرونها عن طريق الات التحكم عن بعد…

 

الذي يتحدث عن الأخلاق في السياسة كالذي يقول الحمد لله عندما ينتهي من شرب كأس ويسكي أو قنينة جعة رخيصة الثمن، عن أي أخلاق تتحدثون وعن أي مبادئ؟ فالسياسة ما عادت تحكمها الأخلاق والمبادئ، وهنا أحيلكم على الهجمات التي كان يشنها بنكيران على حزب التجمع الوطني للأحرار أيام كان مزاور رئيسا للحزب، لم يكن بنكيران يفوت الفرصة كلما أتيحت له للضرب في مزاور وحزبه، لكن وبمجرد مرور الإنتخابات وجد بنكيران نفسه في حاجة لتحالفات لكي يقود الحكومة، فما كان منه الى أن عاد وتودد لمزوار وحزبه، بل نعت في احدى خرجاته الإعلامية البرلماني المثير للجدل انذاك أفتاتي بالمجنون بسبب هجوماته المتكررة على الأحرار، أين الأخلاق هنا وأين المبادئ؟ السياسة يا سادة لا تحكمها الأخلاق وإنما تحكمها المصالح، هذه الأخيرة ممكن أن تكون خاصة وممكن أن تكون عامة، أين كان أيضا من يتحدثون اليوم عن الأخلاق والمبادئ حين ارتمى رفاق الحاج الشيوعي في حضن حزب العدالة والتنمية الذي ظلت اديولوجيته عبر التاريخ عدوة اليسار؟ أم أن طمع السلطة وحلاوة المنصب والكراسي اذابت كل تلك المبادئ والأخلاق؟ والأمثلة كثيرة في هذا الباب.

 

الدكتور حلي لم يسبق لي أن التقيته شخصيا ولا تحدثت معه، ما أعرفه عنه هو ان رئيس جامعة ابن زهر، الرجل تتحدث عنه انجازاته وما قام به خلال الولايتين اللتان ترأس فيهما هذه الجامعة، انجازات هنا وهناك، مؤسسات جديدة بمناطق متفرقة من الجهة، حيوية ودينامية، هذا ما نريده، مسؤول يعي جيدا ما له وما عليه، يؤدي دوره بكل تفاني، يسع لخدمة هذا الوطن، ألم نقل بأننا بحاجة للكفاءات والأطر في مجموعة من الميادين؟ اذن لماذا نحاربها؟ أين هو المشكل ان التحق حلي بالاحرار أو البام او الإستقلال أو العدالة…؟ الأحزاب ليست سوى وسيلة لتحقيق غاية منشودة عبر الإنتخابات التي تعتبر الية من آليات تحقيق الديمقراطية، فلماذا كل هذا اللغط؟ لماذا علينا دائما أن نحارب شخصا نعي جيدا أنه في المستوى؟ تاريخه يتحدث عنه، متى سنضع مصلحة هذا البلد فوق كل اعتبار؟ ولنكن صريحين مع أنفسنا، الأحزاب السياسية في الاونة الأخيرة ليست سوى دكاكين، تعطي الفرصة لمجموعة من الفاشلين وتهمش الأطر القادرة على المشاركة بآرائها واقتراحاتها للنهوض بمجموعة من المجالات، وخير مثال ما وصلت له مدينة أكادير وعدد من المدن التي ولسوء حظها يسيرها أشخاص ليست لهم نظرة مستقبلية لها، وليست لهم برامج ولا أفكار للنهوض بهذه المدن والعمل على تنميتها.

 

أكادير بحاجة للدكتور عمر حلي وبحاجة لكل الأطر على اختلاف انتماءاتهم، لا يهمني اللون السياسي الذي سيلبسونه هؤلاء الأطر، بقدر ما يهمني ان يكونوا رجالا حين تُمنح لهم ثقة المواطنين، أن يكونوا قادرين على ايجاد حل للمشاكل التي يواجهها الناس محليا، أن تكون لهم رؤية واستراتيجية للعمل، عوض الكلام الفارغ والتقاذف بالكلمات والبلاغات الفارغة، المستقبل لا يبشر بالخير، والشباب فقد الثقة في العمل الحزبي والسياسي، لذلك نحن بحاجة لمن يعيد لنا الأمل في هذا العمل، نحن بحاجة لمن يرجع للأحزاب السياسية هبتها، نحن بحاجة لأن تعود هذه الأحزاب لممارسة دورها الحقيقي، لتأطير وتوعية وتكوين الشباب، لوضع الشباب في سياق ما يقع في هذا البلد، فقد يأتي يوما نبحث فيه عن أطر وكفاءات ولن نجدها…

 

علينا أن نتحلى بالقوة والجرأة للإعتراف بانجازات البعض كما نتحلى بها حين نوجه سهام انتقاذاتنا لهم، يجب أن نصل لمرحلة قول الحق ولو كان مرا كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام، اذا لم نصل لهذه المرحلة فنحن فعلا نستحق ما يقع لنا، يجب أن تكون لنا الجرأة للتعبير عن آرائنا بعيدا عن الخوف من تعاليق خفافيش الظلام وأصحاب الحسابات الفايسبوكية بأسماء مستعارة ما خلقت الا لمحاربة كل انسان ناجح وتشجيع الفاشلين، حان الوقت لكي نعبر بكل حرية وباحترام عن ارائنا بعيدا عن التعصب وعن التملق، فنحن اليوم بحاجة لمن يعيد فينا الثقة في المؤسسات وفي الأحزاب وفي العمل السياسي، من أجل المساهمة في وضع نموذج تنموي جديد يقينا شر البحث بعده عن نموذج آخر.

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضا:

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع