أفورار..بين غلاف اجتماعي هش وأحزمة التهميش ورئيس جماعتها خارج التغطية

مجتمع كتب في 5 ديسمبر، 2019 - 16:47 تابعوا عبر على Aabbir
أفورار
عبّر

مصطفى طه

 

 

 

إن المهتم الحقيقي، بالشأن المحلي، لبلدة أفورار، التابعة إقليميا لأزيلال، أصبح يعيش في حيرة من أمره، جراء التهميش والإقصاء، الذي باتت تعرفهما المنطقة، منذ سنوات خلت، من نقص حاد للبنيات، وضعف الخدمات، دون أن تشفع، مؤهلاتها الفلاحية، وثرواتها الجبلية الغابوية، ومحطتها الطاقة للكهرومائية، التي تصنف، كأكبر محطة على الصعيد الوطني، وتستفيد من مياه سد بين الويدان، في عملية إنتاجها، تصل الى 465 ميغاواط، وطاقة تبلغ 416 ميغاواط، ومواقعها السياحية، لدى المسؤولين السياسيين المنتخبين المحليين، وفي مقدمتهم، المستشار البرلماني، والرئيس الحالي، لجماعة أفورار، المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار.

 

 

 

 

هذه الجماعة المنسية والمهمشة، التي شهدت العديد من الاحتجاجات الميدانية، أطلقتها الساكنة المحلية، لرد الاعتبار، لبلدة غارقة، في مشاكلها المختلفة والمتشعبة، التي لا تحتاج إلا، لإرادة رسمية، وضمير وطني حقيقي، بعيد عن كل المزيدات السياسية الضيقة، التي ينهجها الرئيس المذكور، وذلك من أجل مواجهة هذه الإشكاليات، بالحزم والجدية اللازمين، أملا في السير، بركب النموذج التنموي الجديد، الذي أكده، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في صيغته الجديدة، الذي يشكل قنطرة و قاعدة صلبة، لانبثاق، عقد اجتماعي جديد، ينخرط فيه الجميع، بالإضافة إلى، التزام المسؤولين الجماعيين المحليين، إعادة الهيكلة من جديد، عبر تصور واضح، قابل للتفعيل، وإعادة الاعتبار، لأفورار إلى درجة، توازي تطلعات سكانها.

 

 

 

 

فبلدة أفورار، منطقة موشكة، على السكتة القلبية، يبرره واقع “حكرة”، أطفالها، وشيوخها، وشبابها، ورجالها، ونسائها، وحرمانهم من أبسط شروط العيش، ومقومات الحياة الكريمة، قبل أن تبدأ صرخاتهم المسجونة، محدثة صدى، بجبالها الشامخة، رفضت الركوع والإنحناء، لواقع، لا يرضي أهال، وصل صبرهم، السيل الزبا، من طول الانتظار.

 

 

 

 

 

هذه البلدة، يغلب عليها الطابع الفلاحي بامتياز، فهي غنية بمنتوجاتها، الشمندر، الزيتون، القطن، القمح، الليمون، اللوز، خضروات، أعناب، ولحوم، وغنية بثرواتها المائية، والغابوية، والسياحية، والطاقية، وبطبيعة تربتها الجيدة، وغنية، برأسمالها اللامادي، اليد العاملة المكدة والمكابرة، إن الإستثمار في هذه المؤهلات، كفيل برفع عصا التهميش، عن رقبتها المختنقة، وإخراجها مما هي فيه، من غبن تنموي، لو أستثمر على الوجه الأكمل.

 

 

 

 

 

فمنطقة أفورار، التي تتوفر فقط، على مركز صحي يتيم، ناقص التجهيز، والموارد، ومرافق بسيطة، لا ترقى، لمستوى تطلعات الساكنة المحلية، وثلاث مدارس للتعليم الابتدائي، وإعداديتين، وثانوية واحدة، ودار الشباب، ودار الطالب والطالبة، ودار الثقافة، بالإضافة إلى، فندق مصنف أربعة نجوم، الذي تعود ملكيته، لرئيس الجماعة سالف الذكر، الذي ينجح فقط في تنظيم مهرجان سنوي، تصرف عليه الملايين، من المال العام، يستغله، ليقوم بحملات انتخابية قبل الأوان، فأفورار، لازال أمامها مشوار طويل جدا، حتى ترتقي، إلى مستوى المدن، التي تنظم، مثل هذه المهرجانات، التي ظهرت عليها علامات البذخ، والفقر منتشر في أزقتها، وأحياءها، كفاكم استهتارا، ولعبا، وضحكا، على الذقون، كان من المفروض عليكم، كمسؤول جماعي، البحث عن جلب استثمارات أجنبية، ووطنية، لتذويب بطالة شبابكم المرتفعة، لخلق مناصب شغل، لأبناء بلدتكم، خصصوا هذه الأموال، لبناء مركز لتصفية الدم، جهزوا بهذه الأموال، التي فاضت عليكم، قطعة أرضية، لتشييد سوق للقرب، لجمع شمل الباعة الجائلين، الذين استولوا على الملك العمومي.

 

 

 

 

أبناء بلدة أفورار، غير راضين عن عزلتها، وتهميشها، وإقصاءها، من البرامج التنموية، ومشاريع مبادرة التنمية البشرية، بما فيها تلك، المدرة للدخل، وحرمانهم من ضروريات، العيش الكريم، أما دواويرها، حدث ولا حرج، تعاني الأمرين بسبب الهشاشة، وندرة مياه الشرب والسقي، وانعدام البنيات التحتية الضرورية.

 

 

 

لكن كل هذا، يبقى مؤجلا، في غياب استراتيجية، ورؤية تنموية، واضحة حقيقية، للمجلس الجماعي الحالي، وذلك، من أجل استثمار ثروات أفورار، استثمارا، يقلص صور البطالة، والفقر، وضعف البنيات، وتدفئ قلوبا مهمومة، وينعش جيوب سكان، أضناهم انتظار، تنمية محلية ملموسة، تخرجهم مما هم عليه، من عزلة وتهميش، صدحت حناجر، الرأي العام المحلي، في كل حملة احتجاج.

 

 

 

 

فالمدينة، بحاجة إلى إصلاح حقيقي شامل ومستمر ومعالجة الإشكالات الرئيسية، التي تعيق النهوض بتنمية، الأقطاب الأساسية، الاجتماعية والاقتصادية، هذه المشاكل التسييرية والتدبيرية، تعجل بإيفاد لجنة مختصة، من المجلس الأعلى للحسابات، للنبش في ملفات المجالس المتعاقبة.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع