أشرف حكيمي والكرة الذهبية: حين يطرق “الظهير العصري” أبواب التاريخ من الباب الكبير

في تاريخ جائزة الكرة الذهبية الممتد على مدار قرابة سبعة عقود، ظل حراس المرمى والمدافعون في الظل، رغم أهمية أدوارهم الحاسمة. لم يكسر هيمنة المهاجمين وصنّاع اللعب على الجائزة سوى فرانز بيكنباور وفابيو كانافارو. واليوم، يطل علينا اسم جديد من قلب شمال إفريقيا: أشرف حكيمي، الظهير المغربي الطائر الذي يقدم هذا الموسم نفسه كأحد أبرز المرشحين الجادين لكسر القاعدة وكتابة فصل جديد في مسار الجائزة الأعرق فردياً في عالم كرة القدم.
موسم استثنائي… أرقام وإنجازات تتحدث
ما يجعل ملف حكيمي فريدًا هذا الموسم، ليس فقط تفوقه الدفاعي المألوف، بل التحوّل النوعي الذي أحدثه في مفهوم مركز الظهير. فقد تجاوز الأدوار التقليدية ليصبح صانع لعب من الخلف، ومصدر خطورة مستمر على الأطراف، ولاعبًا حاسمًا في أكبر المسابقات الأوروبية.
خلال موسم 2024–2025:
توج مع باريس سان جيرمان بكل الألقاب المحلية الممكنة.
كان أحد أبرز نجوم الفريق في دوري أبطال أوروبا، حيث صنع وسجل أهدافًا حاسمة في أدوار الإقصاء.
اختير ضمن التشكيلة المثالية للمسابقة القارية.
فاز بجائزة مارك فيفيان فوي كأفضل لاعب إفريقي في الدوري الفرنسي.
صنف كأحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في معدل التحولات الهجومية الناجحة.
من الظهير إلى القائد… حضور لا يُقاس بالأهداف فقط
ارتقى حكيمي هذا الموسم بمركز الظهير إلى مستوى قيادي مؤثر في صناعة الانتصارات. لم تكن مساهماته مجرد تمريرات عرضية أو تغطيات دفاعية، بل تحولت إلى مفاتيح لعب رئيسية، جعلت منه ركيزة أساسية في بناء الهجمات وتفكيك الخصوم. لقد قدّم النموذج الأمثل للظهير العصري: سريع، حاسم، ذكي، ومنضبط تكتيكياً.
وبينما يتبارى مهاجمو أوروبا على تسجيل الأهداف، قدّم حكيمي درساً في أن التأثير لا يُقاس فقط بالأرقام الهجومية، بل أيضاً بحجم الحضور والقدرة على تغيير مجرى المباريات من الخلف.
الكرة الذهبية.. هل حان وقت “العدالة الكروية”؟
إن توج أشرف حكيمي بالكرة الذهبية هذا العام، فلن يكون ذلك مجرد انتصار شخصي، أو إنجاز عربي-إفريقي فريد، بل سيكون إنصافًا نادراً للمدافعين وللأدوار المغفلة في عالم كرة القدم. كما سيكون بمثابة رسالة قوية: أن التميز لا يعرف مركزاً أو جنسية، وأن التقييم الحقيقي للاعبين يجب أن يراعي التأثير الجماعي والفردي الشامل.
فالمعايير بدأت تتغير، والأسماء القادمة من خارج دائرة الهجوم بدأت تفرض نفسها بقوة، وحكيمي اليوم لا يطلب التتويج، بل يفرضه منطق الأداء.