أزمة كورونا..الأبناك تغرد خارج السرب

الأولى كتب في 12 يونيو، 2020 - 15:29 تابعوا عبر على Aabbir
القرض الفلاحي
عبّر

كمــــال قــــروع 

 

أبانت أزمة كورونا التي عصفت ببلادنا كما باقي دول العالم، عن المعدن الأصيل للشعب المغربي، الذي أظهر ما كان مستترا من قيم التضامن و التآزر و التكافل، فما إن تم الإعلان عن قرار حالة الطوارئ الصحية و ما صاحبها من تدابير الحجر الصحي، و إحداث صندوق خاص بتدبير جائحة كورونا “كوفيد-19، تنفيذا للتعليمات الملكية، حتى انخرط عموم المواطنين في تنظيم حملات للتضامن مع الأسر الأكثر تضررا بهذه الأزمة و تقديم المساعدة لها، هذا بالموازاة مع المجهودات التي قامت بها الدولة من خلال الصندوق المحدث للتخفيف من أثار توقف الأنشطة الاقتصادية و التجارية على الأسر ذات الدخل المحدود.

 

 

و في السياق ذاته و في الوقت الذي حثت فيه الحكومة و معها لجنة اليقظة على ضرورة دعم المقاولات و إنقاذها من الإفلاس خاصة الذاتية منها و الصغرى و المتوسطة، من خلال برنامج ما اصطلح عليه بأكسجين الذي كان من المفترض أن تقوم بها الأبناك، وجدنا هذه الأخيرة و كأنها تعيش خارج السياق، مما يتنافى مع شعار المؤسسات المواطنة الذي تنادي به و تصدع رؤوسنا به في وصلاتها الإشهارية التي أمطرتنا بها طيلة هذه الفترة.

 

 

فقد أجمع جل المتتبعين على أن الأبناك المغربية أخلفت موعدها مع المغاربة خلال أزمة كورونا، من خلال تعقيد عدد من المساطر الذي أدى إلى تجميد مجموعة من المعاملات، و التي وضع عدد من المقاولات على حافة الإفلاس و التسبب في تشريد عدد من المستخدمين، ضاربة بذلك عرض حائط كل التوصيات التي أقرتها لجنة اليقظة الاقتصادية التي أكدت على مزيد من المرونة في دعم و إنقاذ المقاولات، و هو الأمر الذي وجد صداه في الصدام الذي وقع بين اتحاد مقاولات المغرب و بين الأبناك.

 

 

فعوض أن تساهم الأبناك في تخفيف الضغط على المقاولات من خلال العمل بتوصيات وزارة الاقتصاد و المالية من خلال برنامج “ضمان أكسجين”،  تحولت هذه الأبناك إلى مصدر للأزمة و مساهم رئيس فيها، فقد وجدت عدد من المقاولات نفسها تدور في حلقة مفرغة أمام تعقيدات المساطر المتعمد من طرف المؤسسات البنكية و غياب إرادة فعلية للمساعدة.

 

 

فالأبناك واجهت عديد المقاولات برفض إتمام إجراءات قرض “أوكسيجين” متعللة بأسباب واهية، حيث أدخلت المقاولات في متاهات بيروقراطية فارغة، كان الهدف منها المماطلة فقطـ، حيث أن جل الطلبات كانت تقابل بالتسويف أو الرفض المباشر، وهو ما يعني أن هذه المؤسسات التي تحصد أرباحا خيالية من تعاملاتها مع المقاولات و المواطنين في الرخاء، جاءت في وقت الشدة لتبين عن معدنها الحقيقي البعيد كل البعد عن قيم المواطنة و التآزر،  إن هدفها في الأول و الأخير هو الربح فقط و لا يهمها لا المواطن الفقير و لا المقاولة المتعثرة.

 

 

 

 

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع