أرقام مالية “خرافية” للأسود وغياب عن الزئير لأربعة عقود

رياضة كتب في 13 يوليو، 2019 - 23:00 تابعوا عبر على Aabbir
المنتخب
عبّر

فؤاد جوهر – عبّر

 

شاءت عارضة “زياش” التي نابت عن الحارس البينيني بعد اهداره لركلة الجزاء في الوقت الميت، وبعدها ضربات الحظ أن تنهي المشاركة الذليلة لأسود الأطلس، الذي يبدو أنها شاخت في “الكان” ، ولم تعد قادرة على الزئير في المواعيد القارية المهمة.

 

ويستمر مسلسل الفشل واﻹخفاقات، وتتوالى الكبوات التاريخية التي لا تنقضي حتى صار لزاما على المشجع المغربي المولوع بحب المستديرة الساحرة، وبعشق الألوان الوطنية، أن يتجرع مرارة اﻹقصاءات المبكرة المتوالية، والتي تساهم في تعكير الأجواء النفسية، وتساهم في توتر المزاج، وارتفاع نبضات القلب عند الكثير من المشجعين، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا خصوصا عند مرضى القلب.

 

صناعة الفرحة والفرجة الكروية المضمونة، بموازاة اﻹنتشاء والتباهي بالمنتخب صار عملة نادرة في العقدين الأخيرين، فبإستثناء الدورة اللامعة ب”كان” تونس 2004، والتي بلغ فيها الأسود المبارة النهائية رفقة بادو الزاكي، لم تفلح الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في حصد أي لقب افريقي منذ سنة 1976، ولم تنفع كل تلك الأموال “المهدورة” والطائلة في ادخال الفرحة واسعاد الشعب المغربي بمنتخب يليق بسمعته القارية والعالمية.

 

وتصدرت ميزانية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قائمة أعلى الميزانيات، مقارنة مع اﻹتحادات الكروية المشاركة في “الكان”، بل وفاقت حتى ميزانيات الدول البيترولية بحسب تقارير صحفية، حيث بلغت الميزانية المخصصة لجامعة كرة القدم “88” مليار سنتيم.

 

الأموال الضخمة والمال “السائب” والذي يتفرق من كل الجهات لجعل المنتخب يعتمد بشكل كلي على ما صقلته القارة العجوز من مواهب مغربية عاشت في المهجر، ثبت فشله لمقارعة المنتخبات اﻹفريقية التي صارت رقما صعبا مع التطور الملموس الذي عرفته في عالم الكرة، حيث صار أمرا معجزا لجامعة تأكد مع مرور كل المحطات اﻹفريقية المنتظرة، أنها تتقن فقط فنون تبذير “المال العام” والشطط في استعماله، وهو ماتمت ترجمته الى واقع بحكم نتائج الأسود المتواضعة عبر عقود مرت، والتي غابت عن الأدوار الطلائعية والمتقدمة للمنتخب في المربع الذهبي منذ 2004، في مقابل تحضيرات وأجواء وتعويضات للأطر المشرفة وللاعبين على مقاس المنتخبات العالمية.

 

وكشفت الأرقام الخيالية للملايير المبعثرة والتي فاقت كل التوقعات عن هدر حقيقي لأموال الشعب المغربي، حيث سجلت أرقام الأطر المشرفة على تدريب الأسود تحطيم أرقام قياسية مقارنة مع اﻹتحادات المشاركة في العرس اﻹفريقي، ف”بوميل” وهو مساعد رونار، يحصل على مرتب شهري يبلغ 55 مليون سنتيم، وهو راتب أفضل من 20 مدرب رسمي في “الكان”، ومصطفى حجي براتب 30 مليون سنتيم، والذي يتسائل العديد من المهتمين عن ماهية الدور المنوط به، اذ لم يلحظ المهتمون أية دردشة أو تواصل سواء في السر أو العلن مع هيرفي رونار والذي تربع على عرش الأغلى أجرا، حيث فاق أجور كل مدربي القارة السمراء، براتب شهري سمين، يصل الى 120 مليون سنتيم، دون احتساب المنح والتعويضات.

 

جامعة “تبذير المال العام” لم تستوعب بعد، رغم كل هذه اﻹخفاقات والتقهقر الكروي، أن الأموال وحدها غير كافية لصناعة منتخب قادر على ادخال الفرحة لشعب مولوع بكرة القدم، بل أن الضخ المالي، يجب أن يشمل اﻹهتمام بالأجيال الصاعدة، وتفعيل دور مراكز التأهيل، وجعل البطولة الوطنية التي سميت ذات يوم ب”البطولة اﻹحترافية” التي للأسف لم يتشرف أي لاعب يمارس من داخلها أن يلعب لدقائق في الملاعب المصرية، – جعلها- قاعدة خلفية وأساسية للمنتخبات الوطنية، دون اغفال أهمية تأهيل الأطر الوطنية التي ستشرف على هذه الأجيال القادمة.

 

ويتفق العديد من المهتمين بعالم المستديرة الساحرة، أن الملايين من المغاربة يحبون كرة القدم، لكن ليس بهذا اﻹسراف والتبذير، والذي يبدو أن الأرقام المعتمدة فيه تجعل منه مرتعا خصبا لهواة الريع في اﻹغتناء الفاحش، خصوصا في ظل هذا الفشل الذريع المتكرر، والذي عرت عورته النسخة 32 من كأس افريقيا للامم بمصر، بالموازاة مع احتياجات الشعب المغربي ﻹنفاق هذا المال العام الى أمور هو أحوج اليها أكثر، وأهم بكثير من عالم المستديرة.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع