أحمد نور الدين لـ”عبّـــر.كوم”: تجديد الدعوة للجزائر إحراج لها أمام شعبها وأمام المنتظم الدولي

الأولى كتب في 28 نوفمبر، 2018 - 15:55 تابعوا عبر على Aabbir
أحمد نور الدين الجزائر
عبّر

رجاء الشامي _ عبّـــر

اعتبر أحمد نور الدين المختص في الشؤوون المغاربية، أن تجديد وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الدعوة للجزائر للحوار بخصوص المقترح الملكي، عن طريق استدعاء سفير هذه الأخيرة بالرباط، هو بمثابة إحراج للجزائر أمام شعبها وأمام المنتظم الدولي والتأكيد على أن المبادرة الملكية مبادرة جادة تنتظر ردا رسميا وليس مجرد استهلاك إعلامي.

 

ويرى الباحث في القضية الوطنية، في تصريح لموقع “عبّـــر.كوم “أن عدم صدور أي رد رسمي للجزائر بخصوص المقترح الملكي، يمكن قراءته من ثلاث زوايا، أولاها تمثلت في “أن المخاطب الذي هو على رأس السلطة في الطرف الآخر (الجزائر) غير موجود لأنه في غيبوبة منذ 2013 إثر جلطة في الدماغ شلت حركته ونطقه على حد السواء”، في إشارة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي لم تسمع منه كلمة واحدة على لسانه لشعبه منذ أزيد من 4 سنوات، “ناهيك عن غموض مركز القرار وحتى جهاز الاستخبارات العسكرية DRS الذي كان يعتبر المتحكم في القرار تم تشتيته بين عدة أجهزة، وهذه الضبابية يؤكدها رؤساء الأحزاب الجزائرية أنفسهم الذين يتساءلون عن من يتخذ القرار بالبلاد” يورد ذات المتحدث.

 

أما الزاوية الثانية، يورد عضو المجلس المغربي للشؤون الخارجية، فهي تتعلق بكون قضية الصحراء تعد محور عقيدة النظام الجزائري المبنية على العداء للمغرب”، موضحا أن مسؤولين جزائريين كثر صدرت عنهم اتهامات وتصريحات معادية للمغرب في مناسبات عدة، آخرها تصريحات وزير الخارجية الجزائري عبد القادر المساهل، حين اتهم المغرب عن طريق الخطوط الملكية المغربية بتهريب المخدرات قائلا: “الشركة لا تقوم فقط بنقل المسافرين عبر رحلاتها إلى دول أفريقية”، “إذ ولم يصدر أي اعتذار أو تكذيب من الحكومة الجزائرية، الأمر الذي يعني تواطؤها مع هذه التصريحات العدوانية وغيرها كثير” .

 

وأضاف نور الدين “أن المغرب يشكل غصة في حلق الرؤساء الجزائريين منذ الرئيس الأسبق هواري بومدين حين قال ذات مرة: نريد أن نجعل الصحراء كحجرة في حذاء المغرب لكي لا يتسنى له المشي بسرعة، مبرزا أن مسؤولا آخر هو الجنرال شنقريحة قائد الجيوش البرية للجزائر، خاطب “البوليساريو” ذات مرة خلال مناورات عسكرية قائلا: عدونا وعدوكم واحد هو المغرب، هذا بالإضافة إلى طرد 350 مغربي من فوق الأراضي الجزائرية سنة 1975 لا لشيء سوى لأنهم مغاربة، إذن هذه الجريمة العنصرية وكل هذا العداء المذكور هو بمثابة عصب النظام العسكري الجزائري الذي يرفض الجلوس على طاولة الحوار وتسوية الأوضاع بين البلدين” يؤكد نور الدين.

 

وفيما يخص الزاوية الثالثة، يقول نور الدين “إن التجاهل عن الرد والتعليق على المبادرة الملكية هو رد أسوء من الرد بـ “لا”، موضحا أن موقع  TSA أي كل “شيء عن الجزائر”، نقلا عن مصدر موثوق بالخارجية، وصف المبادرة الملكية ب”اللاحدث”، أي التجاهل التام”، مضيفا “بل وذهبوا أبعد من ذلك حين اعتبروا المقترح مشبوه من حيث الشكل ومشكوك به من حيث المضمون والجوهر، بالرغم من أن المبادرة صادرة عن أعلى سلطة في المغرب وقدمت كل المرونة لا في طبيعة الآلية السياسية المقترحة ولا شكلها أو مضمونها”.

 

واسترسل ذات المتحدث أن المقترح الملكي فتح الباب لمناقشة كل المواضيع، وترك لمراكز القرار الجزائرية كامل الحرية لاقتراح ما يناسبها، ورغم كل ذلك كان التجاهل هو مصير المبادرة المغربية، وهذا فيه تأكيد على أن النظام الجزائري يرفض المصالحة من حيث المبدأ، وهو أمر خطير سيشكل إدانة لهذا النظام أمام الشعب الجزائري أولاً ثمّ أمام المنتظم الدولي الذي رحب بالمبادرة المغربية.

 

وأكد نور الدين أن المبادرة الملكية ساهمت في كشف الوجه الحقيقي للنظام الجزائري ومسؤوليته المباشرة في تأجيج النزاع في الصحراء وعرقلة كلّ الحلول، معتبرا أن “هذا الأمر لوحده يشكل مكسبا دبلوماسيا للمغرب وإن كنا نتأسف على هذا المجهول الذي تصر الجزائر جرّ المنطقة إليه”.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع