أحمد نور الدين: خطاب العرش لخص الرؤية الملكية لمستقبل العلاقات بين المغرب والجزائر

الأولى كتب في 4 أغسطس، 2021 - 17:00 تابعوا عبر على Aabbir
الصيد البحري أحمد نور الدين
عبّــر

رضوان جراف ـ عبّــر 

 

اعتبر المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإفريقية، وشؤون الصحراء المغربية أحمد نور الدين الفقرة التي دعا فيها جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش إلى “تغليب منطق الحكمة والمصالح العليا وإلى تجاوز وضع مؤسف يضيع طاقات البلدين..” -الفقرة- لوحدها كفيلة باختصار الوضع والرؤية الملكية لمستقبل العلاقات بين البلدين الجارين.

 

وأضاف نور الدين في تصريح خص به “عبّــر.كوم” أنه “كما يقال في المنطق، بضدها تعرف الأشياء، فإذا لم تتم تصفية الاجواء بين البلدين، وإذا لم تتم المصالحة بين الدولتين، واذا استمرت الحملات المعادية إعلاميا ودبلوماسيا، واذا استمر السباق نحو التسلح، فمن المؤكد ان المصالح العليا للبلدين ستكون مهددة”.

 

وأوضح المحلل السياسي أنه إذا نظرنا على سبيل المثال إلى ميزانية الجيش الجزائري وتسلحه خلال العشر سنوات الاخيرة فقط، سنجده ينفق في المتوسط ما بين 10 الى 13 مليار دولار، في الوقت الذي لا تجد فيه المستشفيات الجزائرية قنينات أوكسجين لمرضى جائحة كوفيد19، فأين هي مصلحة الشعب الجزائري هل هي في حماية شعبه من الجائحة وتجهيز المستشفيات المهترئة والمتآكلة وتوفير الادوية المفقودة في الصيدليات وتوفير بعض المواد الغذائية الاساسية المفقودة ايضا في الاسواق مثل الحليب والسميد والخبز والزيت؟ ام ان مصلحة الشعب في إنفاق مئات المليارات من الدولارات على شراء وتكديس الاسلحة التي ستصبح بعد سنوات معدودة خردة لا تصلح لشيء بفعل سرعة التقدم التكنولوجي.

 

وانعرج نور الدين على السؤال الطبيعي الذي يفرض نفسه فيما أفادت الأسلحة التي كدسها الجيش الجزائري منذ 50 سنة من السباق نحو التسلح؟ وضيع فيها أموال الشعب؟.

 

وقال ذات المتحدث إن جلالة الملك يجيب عن هذا السؤال الافتراضي بأنه “من المؤسف ان نضيع طاقات بلدينا” ، فعلا من المؤلم والمؤسف ان نضيع كل تلك المليارات هلى العبث والتسلح ضد جار “لن يأتي منه الشر أبدا” في وقت لازال الماء ينقطع على احياء في العاصمة الجزائرية سنة 2021، فما بالك بالقرى والمدن البعيدة في الصحراء الكبرى؟! من المؤسف ان يضطر المواطن الجزائري للحريك في قوارب الموت فارا الى اوربا من بلد يسبح فوق بحر من الغاز والنفط، من المؤسف ان نضيع تلك المليارات على اسلحة لا تفيدنا بل قد تدمرنا، في الوقت الذي لازالت فيه الجزائر بحاجة الى استثمارات لخلق مناصب الشغل في بلد يتجاوز فيه معدل البطالة 30% في اوساط الشباب.

 

وتأسف نور الدين على هدر تلك المليارات في التسلح لتقوية الصناعة والاقتصاد في الدول المصدرة، في الوقت الذي لازال الاقتصاد الجزائري يعتمد على ريع النفط والغاز بنسبة 97 بالمائة، وفي الوقت الذي تستورد فيه الجزائر الخبز والحليب ومعظم الغذاء والمواد المصنعة من الخارج، ألم يكن من الأحرى بها ان توجه أموال النفط والغاز نحو توفير الامن الغذائي لمواطنيها وتطوير صناعتها وتعليمها وصحتها وبنياتها الاساسية؟!

 

ولخص المحلل السياسي الرسائل التي حملها الخطاب الملكي للدولة الجزائرية “لدينا -المغرب والجزائر- أعداء مشتركون وحقيقيون هم البطالة والتخلف الصناعي والتكنولوجي والامراض والجوائح ونقص الغذاء والدواء والماء وتدهور القدرة الشرائية للمواطن وتقهقر المنظومة التعليمية والاحتقان الاجتماعي، بالإضافة إلى الإرهاب وابتزاز بلدينا من طرف مستعمر الامس والمستعمرين الجدد، وتهديدات بتفتيت وحدة الدول كما هو الشان في جوارنا المباشر والبعيد”.

 

وشدد الخبير في الشؤون الإريقية على أن المبادرة الملكية هي صرخة تنبيه للمخاطر التي تهدد بلدينا الجارين التوأمين، عوض اللعب بالنار في مشكلة اختلقها الاستعمار في الصحراء المغربية لإلهائنا وزرع الفرقة وتقسيم المقسم وتجزيء المجزء، مضيفا أن مبادرة الملك تجاه الجزائر هي نداء إلى عقلاء الجزائر ان الطريق من هنا اذا اردنا النجاة، الطريق كما يقول جلالة الملك في ” العمل سويا وفي أقرب الآجال على تطوير العلاقات التي بناها شعبانا عبر سنوات الكفاح” بدماء الشهداء وعرق الكادحين ودموع المظلومين المقهورين، من هنا طريق النجاة وبناء المستقبل.

 

ونبه المحلل السياسي “أما اذا تعنتنا واستمرينا في العناد الطفولي والتشبث المرضي بأطروحات عفا عنها الزمان، فإن نتيجة ذلك هي الانهيار الاقتصادي الشامل الذي بدت بوادره في الجزائر من خلال ازمة السيولة وازمة طباعة الاوراق البنكية، وازمة انهيار مخزون العملة الصعبة، وازمة العطش، والازمة السياسية التي فجرت الحراك، والازمة الاجتماعية، وازمة الانفصال والمطالبة بالاستقلال في منطقة القبائل وبلاد الطوارق وبلاد المزاب، والمناوشات مع حفتر، وتسلل الإرهاب الى عين امناس، والقادم أشد سوادا وأسوأ بكثير إذا لم نصغ لصوت الحكمة والعقل، فقد تنزلق الاوضاع الى حرب اقليمية تعيد بلدينا الى ما قبل دخول الاستعمار، وإذا اغتر جنرالات الجزائر بالسلاح الذي يقتنونه من الخارج، فليتذكروا مصير جيش صدام حسين الذي كانت تقول عنه أوربا وامريكا انه رابع جيش في العالم.. والعاقل من اعتبر بغيره!”.

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع