مفاجأة بشأن رؤية هلال عيد الفطر في الدول الاسلامية

ثقافة و فن كتب في 17 أبريل، 2023 - 04:56 تابعوا عبر على Aabbir
هلال عيد الفطر
عبّر

أكّد مدير مركز الفلك الدولي، رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلّة المهندس محمد شوكت عودة؛ أن رؤية هلال عيد الفطر أو شهر شوال يوم الخميس غير ممكنة بالعين المجردة من أي مكان في العالم العربي والإسلامي، وكذلك عبر التلسكوب في غالبية دول العالم العربي والإسلامي، وبالتالي فإن عيد الفطر يكون يوم السبت 22 أبريل.

وتفصيلًا: ستتحرّى دول العالم الإسلامي هلال شهر شوال “عيد الفطر 1444هـ” يوم الخميس 20 إبريل/ نيسان 2023م، ورؤية هلال عيد الفطر يوم الخميس غير ممكنة بالعين المجردة من أي مكان في العالم العربي والإسلامي، كذلك رؤية الهلال يوم الخميس غير ممكنة بالتلسكوب في غالبية دول العالم العربي والإسلامي، باستثناء أجزاء من غرب أفريقيا ابتداء من ليبيا، إلا أن الرؤية تبقى صعبة جدًّا وتحتاج إلى تلسكوب دقيق وراصد محترف وظروف جوية استثنائية، واجتماع هذه العوامل قليل الحدوث، وبالتالي لا يتوقّع أن يُرى الهلال حتى باستخدام التلسكوب من أي مكان في العالم العربي ما لم تتوفّر الظروف سالفة الذكر، وبالتالي الأصل باعتماد رؤية الهلال شرطًا لبدء الشهر أن يكون عيد الفطر يوم السبت 22 أبريل.

فاتح رمضان

ذلك ما أوضحه المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي، رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلّة، في بيانٍ أورده لـ”سبق”.. ولكن هل ما ذكر أعلاه يعني أنه لن يتقدم أحد بالشهادة مساء يوم الخميس؟ الجواب هنا يُفصلهُ الفلكي “عودة” قائلًا: إنه وباستقراء الماضي، وبمثل هذه الظروف، فإن بعض الأشخاص يتقدمون بالشهادة برؤية الهلال بمثل هذه الظروف، وتُقبل شهادتهم في بعض الدول، وبالتالي من المتوقّع أن يكون العيد يوم الجمعة في العديد من دول العالم الإسلامي، ما لم يختلف هذا العام عن سابقه.

وأضاف: في الحقيقة أن نفس هؤلاء الأشخاص كانوا يتقدمون في السابق برؤية الهلال والقمر غير موجود في السماء أصلًا، فإن شهدوا سابقًا برؤية شيء غير موجود فلا غرابة أن يشهدوا الآن برؤية شيء موجود، ولكنه لا يُرى.

وأردف: لقد قام العديد من الباحثين بتقييم نسب الخطأ في تحديد بدايات الأشهر الهجرية في دولهم، وتوصلوا إلى نتائج صادمة، تؤكد تقدم بعض الأشخاص برؤية الهلال في العديد من السنوات، وهو إما تحت الأفق أو كانت رؤيته غير ممكنة، وتاليًا بعض هذه الدراسات:

وبالرغم من أن هذه الدراسات قديمة إلا أن الحال ما زال هو ذاته فيما يتعلق برؤية الهلال غير الممكنة.

وأشار مدير مركز الفلك الدولي إلى انتشار دلالات غير دقيقة في بعض التصريحات؛ حيث فرقت بين بداية الشهر فلكيًّا وبدايته شرعيًّا، فقيل: العيد فلكيًّا يوم الجمعة، وشرعيًّا يوم السبت. ولا نميل لهذه التفرقة لعدة أسباب؛ فأما فلكيًّا فإنه ليس من اختصاص الفلكيين تحديد الشروط اللازمة لبدء الشهر، فهذه أمور فقهية لها أهلها ومختصّوها، وقال: بما أننا كفلكيين لا نقبل أن يتدخل الفقهاء بتقييم صحة الشهادة من الناحية العلمية، فإنه لا يجوز لنا كفلكيين أن نقحم أنفسنا في أمور هي ليست من اختصاصنا ولا نفقه فيها. فالمحدد لمعيار بدء الشهر هم الفقهاء. وأما إن كان المقصود هو “حسابيًّا”، فالعيد الجمعة بحساب الاقتران، وهو السبت أيضًا بحساب الرؤية! إنه شهر واحد فقط، يحدّد معياره الفقهاء ويحسبه الفلكيون بناء على معيارهم.

اقوال الفقهاء في رؤية هلال عيد الفطر

وبيّن أنه وبالعودة إلى قول الفقهاء، نجد أن جلهم يخبروننا بأن المعوّل عليه هو رؤية الهلال وليس مجرد وجوده، وبالرجوع للآية الكريمة لا نجدها قالت يسألونك عن القمر أو المحاق، بل قالت صراحة: “ويسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج”، والقمر لا يسمى هلالًا إلا إن رآه الناس واشتهر ذلك بينهم.

وقال: نقتبس قول فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد؛ حيث قال: “قول شيخ الإسلام رحمه الله: إن الهلال اسم لما استهلّ بين الناس، والشهر هو ما اشتهر بينهم، بناه على جملة من الأدلّة؛ وهي: الأول: أن الله سبحانه وتعالى علق أحكامًا شرعية بمسمى الهلال، والشهر، كالصوم والفطر والنحر، فقال تعالى: “يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج”، فبيّن سبحانه أن الأهلة مواقيت للناس والحج، والهلال مأخوذ من الاستهلال وهو رفع الصوت، والشهر مأخوذ من الاشتهار، فما لم يستهلّ الناس به، ولم يشتهر بينهم، فلا يكون هلالًا ولا شهرًا”.

ومضى يقول: أذكر في هذا المقام ما قاله فضيلة الشيخ عبد الله آل محمود، المفتي السابق ورئيس المحاكم الشرعية والشؤون الدينية، رحمه الله؛ فقد قال: “قد ثبت بالتجربة والاختبار كثرة كذب المدعين لرؤية الهلال في هذا الزمان، وكون الناس يرون الهلال قويًّا مضيئًا صباحًا من جهة الشرق، ثم يشهد به أحدهم مساء من جهة الغرب وهو مستحيل قطعًا، ويشهدون برؤيته الليلة ثم لا يراه الناس الليلة الثانية من كل ما يؤكّد بطلان شهادتهم.. كما شهدوا في زمان فات برؤية هلال شوال وأمر الناس بالفطر فأفطروا، وعند خروجهم إلى مصلى العيد لصلاة العيد انخسفت الشمس والناس في مصلى العيد.. فالاستمرار على هذا الخطأ الناشئ عن الشهادات المزورة لا يجيزه النص ولا القياس، ولن نعذر عند الله وعند خلقه بالسكوت عنه.. فلأن نخطئ في التوثق والاستحياط أولى من أن نخطئ في التساهل والاستعجال”.

وقال فضيلته: “إن الهلال لن يُطلب من جحور الجرذان والضبان بحيث يراه واحد دون الناس كلهم! وإنما نصبه الله في السماء لاهتداء جميع الناس في صومهم وحجهم وسائر مواقيتهم الزمانية؛ “ويسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج”، وما كان ميقاتًا للناس لزم أن يشاهدوه جليًّا كمشاهدتهم لطلوع الفجر عندما يريدون الإمساك للصوم وعندما يريدون صلاة الفجر.. فيا معشر علماء الإسلام، أنقذونا وأنقذوا أنفسكم وأنقذوا الناس معكم من هذا الخطأ المتكرر كل عام حتى صار عند أكثر الناس من المألوف المعروف”.

عبّر ـ سبق

تابعنا على قناة عبّر على الواتساب من هنا
تابع عبّر على غوغل نيوز من هنا

اترك هنا تعليقك على الموضوع