أثار خروج آلاف الجزائريين للاحتفال بإقصاء المنتخب المغربي من بطولة كأس الأمم الإفريقية، بعد هزيمته أمام نظيره الجنوب إفريقي في دور ثمن النهائي، وإقدام البعض على حرق القميص الوطني المغربي، موجة غضب واستنكار عارمة.
يعتقد الجزائريون أن المنتخب المغربي هو الذي استعمرهم و احتفظ بالجما_جم و ليس فرنسا.
هذه العقلية لن تجلب للجزائر الا العزلة العالمية وليس الأفريقية فقط. pic.twitter.com/5Txka9A8Jk— مهدي بلدي Mahdi Baladi 🇲🇦 🇺🇲 (@MahdiBaladi1) January 31, 2024
وفي هذا السياق، استنكر الناشط السياسي الجزائري، شوقي بن زهرة، مشاهد احتفال الجزائريين بهزيمة المنتخب المغربي، معتبرا أن “الجزائر صارت اليوم أول بلد في التاريخ تخرج فيه الحشود للاحتفال بهزيمة منتخب كرة قدم لبلد آخر”.
وسخر بن زهرة من الجزائريين المحتفلين بخسارة المنتخب المغربي، مرجعا الأسباب “لعدم وجود أي شيء يمكن أن نفتخر به الجزائر بعد صفعة البريكس والطوابير المليونية والأوضاع الاجتماعية الكارثية”.
وشدد بن زهرة بشدة على أنه من غير المقبول وصف الشعب المغربي بأوصاف عنصرية وأن تخرج الحشود للاحتفال بهزيمة منتخبه، معبرا عن رفضه لاختباء البعض وراء دعم جنوب أفريقيا التي أحرجت إسرائيل، في ظل غياب أي مسيرة في الواقع تدعم غزة”.
وفسر بن زهرة مشاهد الجزائريين وهم يحتفلون بإقصاء المنتخب المنتخب المغربي من “الكان” ووصول الأمور لهذا الحد، بوجود أزمة أخلاقية كبرى ونتيجة لبروباغندا النظام العسكري الذي خدر فئة من الشعب بنظريات المؤامرة.
بدوره، استنكر الناشط السياسي الجزائري، وليد كبير، مشاهد الاحتفال وحرق القميص الوطني المغربي في الجزائر، محملا النظام العسكري الحاكم وسياسته العدائية اتجاه المغرب المسؤولية كاملة.
واتهم وليد كبير نظام الكابرانات بشحن الشعب الجزائري وجعله يصدق آلة دعائية مدمرة للقيم الأخلاقية وهذه هي النتيجة، مؤكدا أن هذه السياسة ستدمر الجزائر في آخر المطاف لانها تزرع ثقافة الحقد والكراهية بين الجزائريين.
وأضاف وليد كبير في تدوينة على صفحته الفايسبوكية، قائلا:”الجزائر في خطر وثقافة العنف أصبحت متجذرة في أوساط المجتمع”.
وعبر وليد كبير عن حزنه الشديد لما وصلت إليه الأمور من الجانب الجزائري، مذكرا بني جلدته بخروج الجماهير المغربية فرحا بتتويج المنتخب الجزائري بكأس أفريقيا سنة 2019 بمصر، بالرغم من أن عداء النظام العسكري للمغرب قديم، ومكائده تعود لعقود.
الضبابي يستنكر احتفالات الجزائريين بالاقصاء ويتساؤل عن موقفهم من نصرة غزة
من جانبه، استنكر الدكتور عبد الحق الصنايبي، الخبير في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، مشاهد الاحتفال في الجزائر بخروج المنتخب المغربي من البطولة الإفريقية، في مقابل عدم الخروج لنصرة فلسطين في عز الحرب الإسرائيلية على غزة.
الذي اعاز لحرق قميص المنتخب المغربي والذي نفذ الجريمة النكراء الله ينتقم منه في الدنيا قبل الاخرة
وانت يا تبون ويا شنفريحة حسبنا الله ونعم الوكيل فيكما وفي نظامكم شيطان شمال أفريقيا
وكل من يسعى إلى الفتنة ونشر العداوة بين الشعبين لهلا تربحه
ستصيبكم اللعنة اينما كنتم والله…
— وليد كبير Oualid KEBIR 🇩🇿 (@oualido) January 31, 2024
الصنايبي، وفي تغريدة نارية على حسابه الشخصي على منصة “إكس”، هاجم المحتفلين الجزائريين، قائلا:”لم يخرجوا حزنا على استشهاد أزيد من 26 ألف فلسطيني، لكنهم خرجوا بمئات الآلاف فرحا لانهزام المنتخب المغربي”، معتبرا ذلك رسالة لجميع العرب والمسلمين بأن هؤلاء القوم لا تهمهم لا قضية ولا مقدسات وإنما جبلوا على الحقد والكراهية إلا من رحم ربك”.
وأضاف مخاطبا الجزائريين المعنيين:”أقول لكل هؤلاء شكرا لأنكم جعلتمونا نفتخر أننا مغاربة وجعلتمونا نتشبث بوطننا ورموزنا ومقدساتنا”.
وختم المحلل السياسي المغربي تغريدته بالقول:”تظاهرة رياضية لا تبني ولا تسقط الأوطان، لكن انعدام الأخلاق تؤكد بأن القوم عندهم مشكل هوية ومشكل انتماء حتى تحولوا إلى عالة على وطنهم وقارتهم والعالم”.
وكان آلاف الجزائريين قد سارعوا للخروج للشوارع في عدد من مدن البلاد، حيث احتفلوا بهزيمة المنتخب المغربي أمام نظيره الجنوب إفريقي ومغادرة كأس أمم إفريقيا “الكوت ديفوار 2023″، من دور ثمن النهائي، مرددين شعارات عنصرية في حق المغاربة، والأكثر من ذلك أقدم بعضهم على حرق القميص الوطني، بحسب ما وثقته مقاطع فيديو جرى تداولها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
اترك هنا تعليقك على الموضوع